كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

العلم أولاً

خالد فهد حيدر- فينكس:

يوم نفّذ رائد الفضاء السوفيتي "غاغارين" رحلته إلى الفضاء الخارجي استنفرت الولايات المتحدة الأمريكية، و على مختلف المستويات، و بدأت بعقد مؤتمرات استمرت طويلاً لتجيب على سؤال رأته في غاية الأهمية مفاده: لماذا سبقنا السوفييت إلى الفضاء؟ ليكون الجواب لأن السوفييت يقرأون أكثر، و مناهجهم العلمية أكثر كفاءة. ليخلصوا: فلنبدأ بتنفيذ خطط و برامج أهمها فتح المكتبات العامة، و إعادة النظر بمناهج و أساليب التعليم. و قد نجحت أمريكا بالفعل في اللحاق بالسوفييت إلى الفضاء بفضل نظام تربوي تعليمي فلسفته تقوم بالدرجة الأولى على الخلق و الابتكار و المنفعة، و بالتالي شهد عالم الابتكار و الخلق و الاختراعات ثورة حقيقية أدت إلى تفوق متنام علمياً للولايات المتحدة في الكثير من المجالات.
اليوم قرأت عن "راوندا" الدولة الأفريقية التي عانت ما عانته من اضطرابات و حروب و اقتتال، ليسجل فيها و لها العديد من الإنجازات، فهي اليوم خامس دولة في العالم بالطاقة الشمسية، و ثاني دولة في افريقيا من حيث متوسط دخل الفرد، إذ متوسط الدخل حوالي ٦٠٠ دولار أمريكي، و غير ذلك.
كل هذه المقدمة لنتساءل معاً هل من المستحيل ان نحقق نحن في بلدنا ذلك؟
في ظل نظامنا التعليمي و الامتحاني و ما يحيط بهما من أطر تشريعية و إدارية تحكم العملية التعليمية نعتقد بأن ذلك صعب إن لم يكن مستحيلاً؟!
إذاً لابد من مراجعات نقدية عميقة، و تساؤلات من أهمها أولاً كيف تم اختراق مجتمعنا؟ و كيف يمكن أن نعيد الإعمار للبشر و الحجر؟
لا يعقل مطلقاً أن نستمر بتخريج مهندس ميكانيك أو كهرباء أو جغرافي أو خريج علوم سياسية.. إلخ، و هو لا يمتلك الحد الأدنى من المهارات العلمية النظرية و التطبيقية.
نعتقد بأن تحقيق وثبة و إنجاز، بما يتبعها من إعادة إعمار حقيقية ممكنة بالعلم و بالعلم فقط، لكن من قال بأن الحفظ عن ظهر قلب هو علم؟!