كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هشام الشريف: هل تنحي الرئيس الأسد كان سينهي الحرب على سوريا بقلم هشام هاشم الشريف (حلقة 1)

لقد استعدى الغرب قادة وشخصيات عدة, على الساحة الدولية, كانوا عقبة امام تصورات الغرب الاستعماري في رسم السياسات الاستعمارية في هذه المنطقة او تلك, ولم يكن هذا العداء شخصياً, وانما سياسي, بدليل ان اشخاصا كانوا اعداء لامريكا واتهموا بجرائم حرب وبعضهم طلبوا للمحاكمات الدولية وبين عشية وضحاها اصبحوا اصدقاء ومنفذين للسياسات الامريكية, ولم يعد احد يتحدث عن تسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية, ولا عن جرائمهم والابادات الجماعية التي اتهموا بها (عمر البشير كمثال).

ان دور امريكا في تصنيع الارهاب وتمويله ليخدم سياساتها لم يعد مثار نقاش, بعدما اعترف به الامريكيون أنفسهم, وبعد استخدام هذا الارهاب ونفاذ دورة يستثمر الامريكان والغرب في محاربة الارهاب لتحقيق اهداف اخرى في الهيمنة ونهب الثروات واختلاق ذرائع التدخل السافر, وتُحَلّل لنفسها الحروب الاستباقية خارج اطار المنظمات الدولية وبدون اذن الدول ذات السيادة على الارض.

ان محرك السياسة الامريكية هو المصالح, وليس هواجس الديمقراطية, وان اتهاماتها للاشخاص او القوى والاحزاب بالارهاب وانتهاك حقوق الانسان والديمقراطية (حزب الله كمثال) هي اتهامات سياسية, وتعمل من خلال جوقة وماكينات اعلامية عملاقة, وتشكل رديفا اعلامية لقواها العسكرية وادواتها الفاعلة على الارض, اضافة الى شراء الذمم لتسويق هذه الاتهامات وشيطنة الاشخاص والاحزاب والقوى لابتزاز مواقف سياسية, وليس أدل على ذلك من اعتراف فلتمان السفير الامريكي في لبنان عام 2008 بدفع مبالغ تصل الى 500 مليون دولار لشيطنة حزب الله بعد حرب 2006.

ان الحرية وحقوق الانسان هي آخر هم السياسات الامريكية في العالم, وكل ما يصدر عنها من مواقف او اتهامات هي سياسية بامتياز والعراق وليبيا مثال واضح على ذلك. انطلاقا من هذه المقدمة اقول:

- ان تصادم المصالح بين امريكا والكيان الصهيوني من جهة, وسوريا من جهة اخرى, ليس وليد عام 2011, فبعد احداث 11 سبتمبر 2001 والتي اثير حولها الكثير من التساولات وجرى توظيفها, وتحت ستارها لتبدأ امريكا بتطويع دول ما اسمته (بمحور الشر) ومن لف لفهم للهيمنة على ثروات العالم وضرب القوى الحية التي تتصدى, لهذه الهيمنة وكان على جدول التصدر دول كافغانستان والعراق وسوريا وليبيا وايران وتطويع دول عده اما بالصدمة او بالحرب وبدأت بتنفيذ السيناريو, فبعد تدمير افغانستان والعراق وجدت القوات الامريكية نفسها امام مأزق الكلفة البشرية والمالية, التي فرضتها عليها تحديدا المقاومة العراقية وتعملق الدور الايراني وغاصت في الرمال العراقية بدعم واضح من سوريا الاسد.

لم يكن دور سوريا في العراق هو الوحيد الذي يثير حفيظة الامريكي, ولكن لا يخفى الامتعاض الصهيوني الحليف الالصق للولايات المتحدة وربيب الغرب الاستعماري من دور سوريا في دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.

وكانت زيارة كولن باول وبعيد الغزو الامريكي للعراق والتي اعتقد ان سوريا, وهي ترقب الجنود الامريكيين على الارض العراقية, سترتعد فرائصها وترضخ لقائمة مطالبها التي تطال موقفها وموقعها في خارطة الصراع, وكان الرفض السوري لهذه المطالب مدويا وصاعقا, وبدأت سلسلة التآمر الجدي والحثيث على سوريا من هذه النقطة.

يتبع حلقة 2 الخاتمة... لنجيب على سؤال العنوان