حرب أم حروب؟
2023.10.13
باسل علي الخطيب- فينكس
يبدو أن الساعة الكبيرة قد دقت....
دعونا نطرح السؤال التالي، كيف يمكن أن تتدحرج الأمور فيما خص الحرب الحالية؟!...
-السيناريو الأول:
عدوان بري صهيوني على غزة...
هذا سيكون مكلفاً جداً، حيث أنه وفي بيئة حضرية ضيقة كغزة لايمكن استعمال الدبابات والمعدات الثقيلة، وبالتالي سيكون العنصر البشري والدرونات هي الحاسمة في المعركة، هذا يعني أن الكيان الصهيوني يحتاج تعداداً بشرياً كبيراً لهذه المواجهة، وهذا أمر في حال رفع نسبة التجنيد أكثر وفي حال طالت المعركة سيكون ضاغطاً جداً على الاقتصاد الصهيوني، وإذا استطاعت المقاومة الاحتفاظ بقدراتها القتالية مع جزء من الإنفاق بعيد القصف الوحشي، هذا سيطيل أمد المواجهة البرية اكثر، ويجعلها مكلفة للصهاينة بشرياً بشكل لن يتحمله الكيان، وستكون قوات الكيان في كمين كبير، في معركة استنزاف طويلة لاتطيقها، عدا عن ذلك أعتقد أن المقاومة الفلسطينية تريد جر الصهاينة إلى معركة برية طويلة، فهم يستعدون لها منذ فترة طويلة، وهذه هي ساحتهم المفضلة التي يبرعون فيها، والأهم أنه ليس معروفاً بالضبط نوعية الأسلحة التي تمتلكها المقاومة، وليس معلوماً شبكات الأنفاق التي حفروها......
لذا أنا استبعد خيار الغزو البري الشامل، فخسائر الصهاينة ستكون كبيرة جداً، وطبيعة الكيان مجتمعاً وجيشاً غير قادرة على تحمل هكذا خسائر، وقد يقتصر الأمر على بعض الاختراقات البرية الموضعية المحدودة هنا وهناك.....
- السيناريو الثاني:
استمرار القصف الوحشي بكل الأسلحة والطرق إلى أمد طويل، حتى الوصول إلى تدمير كل البنية التحتية للقطاع،. تدمير البنية التحتية للمقاومة، قصف وخشي عشوائي يصل إلى حدود جعل القطاع غير قابل للحياة بأي شكل، وهذا سيؤدي حكماً إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمدنيين نتيجة هذا القصف، وقد اعطي الضوء الأخضر للكيان للقيام بذلك من قبل الامريكان والأوروبيين والأعراب علناً وصراحةً....
هذا هو السيناريو الذي ارجحه أنه سيحصل وهو يحصل.... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماهي المهلة الزمنية المصرح بها لإسرائيل أن تقتل وتدمر حتى تحقق أهداف السيناريو الثاني؟....
السؤال الثاني، ماهو العدد المسموح قتله من المدنيين الفلسطينيين؟...لنفترض ان عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز الآلاف، من يضمن بقاء حالة الكمون والخمول الغريبة التي تعيشها الشعوب العربية والاسلامية حالياً؟... بحيث يشكل تحركها ضغطاً قوياً على حكوماتها يجعلها تطالب بالتهدئة...
لاحظوا أن هذه الحكومات لاتشعر ولو بذرة احراج مما يحصل من مجازر ضد الفلسطينيين، وهي على مايبدو تعتمد على أن شعوبها قد اخذتها اهتمامات ومشاغل اخرى، وان هذه الشعوب قد اخذتها الثقافة الاستهلاكية والعبثية والكروية إلى ضفة أخرى، حتى مات فيها كل احساس، يخطر على بالي في هذا السياق، أين هي تلك الطائرات القطرية والإماراتية والمصرية والبحرينية التي شاركت في قصف الجيش الليبي عام 2011؟... أين هي الطائرات السعودية والمغربية التي قصفت اليمن ثماني سنوات؟ أين هي الطائرات الأردنية التي شاركت مع الامريكان مناوراتهم؟.....
السؤال الثالث والاهم، أين هو الحد الذي وضعه محور المقاومة حتى يتم فتح جبهات أخرى؟... عندما تقول المقاومة الفلسطينية أن هناك تنسيق عالي مع كل محور المقاومة، وقولاـ واحداً لم تحصل هكذا عملية دون توافق المحور كمل، إلا يعني هذا أن هناك حدود اشتباك قد تم وضعها، تحدد متى يجب فتح الجبهة الثانية، وأننا نكاد نقترب من هذه الحدود؟!....
هذا الاحتمال موجود، فالسيناريو الثاني هو حرب إبادة، ولولا أنه غير موجود، لم تتداع الولايات المتحدة ومن ثم بريطانيا لارسال حاملات الطائرات والبوارج، واستنفار الجيوش والمخازن، مع إعلان مواقف داعمة قوية من كل الدول الغربية الأساسية، لم يعرفها تاريخ الصراع العربي الصهيوني أبداً في قوتها ووضوحها....
- السيناريو الثالث:.
هذا السيناريو أرجحه أكثر من غيره، قد تكون قيادة المقاومة (دية) هذه الحرب، الكيان الصهيوني لايملك ترف خسارة الحرب، الحرب الأولى التي سيخسروها هي الحرب الأخيرة، ولم يعد بمقدورهم أن يربحوا أي حرب بشكل قطعي كالسابق، لاول مرة الكيان ظهره للحائط وخياراته قليلة جداً، لذا سيجبرون على قبول نتيجة التعادل في هذه الجولة من الصراع، وهو تعادل يميل لصالح المقاومة، لاشيء مما يمكن أن يفعله الكيان سبمحو اثار ماحصل يوم السابع من تشرين، ماحصل قد يكون اكبر مسمار دق في نعش الكيان، ولكن اغتيال قيادة المقاومة سيخفف منه قليلاً وينهي الحرب، وهذا على ما أعتقد مايسعى إليه الكيان بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والأردنية والقطرية والتركية وجماعة السيسي ومحمود عباس، على قيادة المقاومة أن تكون حذرة جداً، وخاصةً من عملاء الداخل، وان لايسمحوا ا للأعداء بتحقيق هكذا انجاز، سبق ووقعت المقاومة الفلسطينية سابقاً في خطأ قاتل، عندما وثقوا بالقطريين واستلموا منهم بعض السيارات رباعية الدفع، ليغتال الجيش الصهيوني أحد قادة المقاومة المهمين في إحداها، أنها كانت تحوي أجهزة وجهت الصاروخ الذي استهدف السيارة....
هذه الحرب ليست كغيرها، ولأنها ليست كغيرها، لن تنتهي كغيرها....