كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دعوة للأمن الزراعي في عالم مضطرب

د. جوليان بدور- فينكس

في عالم يتسم بالضبابية وعدم اليقين، تبقى الزراعة هي أفضل وسيلة للشعور بالأمن والامان الغذائي.
لست بطبعي من المتشائمين والقلقين أو السلبين، بل من المتفائلين والإيجابيين والمحبين للحياة والناس. لكن في عالم مضطرب، مظلم وهائج، تغلب عليه المنافسة والحروب والصراعات والأزمات بكافة اشكالها وأنواعها، من المفضل أن لا نبقى مكتوفي الأيدي، وأن نقوم بكل ما يلزم من أجل التخفيف مما يخفيه لنا المستقبل من مشاكل وأزمات ومفاجآت غير حميدة.
كما تعرفون الحروب لم تهدأ وتيرتها بل تزداد حدة وعددا وخطورة في العالم، وفي منطقتنا خاصةً، والكوارث الطبيعية والبيئية تزداد بدورها حدة وتنوعاً وخطراً ليس فقط على حياة الناس بل على المناخ وعلى الثروة النباتية والحيوانية.
لهذا السبب وبما أن الوقت ما زال مناسباً للقيام بزراعة الحنطة والشعير والشوفان والبقوليات الأخرى في بلدنا، فإننا نتوجه الى مزارعي وفلاحي سورية قاطبة بأن لا يدخروا جهداً من أجل القيام بكل ما يلزم من أجل زراعة كل ما يمكن زراعته من هذه المحاصيل الأساسية والضرورية لتحقيق ألأمن الغذائي لبلدنا الحبيب. لا عذر ولا أي شيء آخر مهما كانت طبيعته (أسمدة مازوت وسائل حراثه)، يجب أن تمنعكم من زراعة كل أراضيكم الزراعية، حتى ما بين الأشجار المثمرة في حال عدم توفر أراضي البعل وعدم ترك ولو "فتر" واحد بدون زراعة. المسألة هامة جداً لأنها أفضل وسيلة لتحقيق الأمن الغذائي وتلافي أزمات الفقر والجوع.
كما ونرجو من وزراة الزراعة أن تتلافى أخطاء الماضي وتقوم بتأمين كل ما يحتاجه الفلاحون من أسمدة وبذار ومحروقات وغيرها من المستلزمات.
في عالم يتسم بعدم اليقين وضبابية المستقبل وتعدد مصادر الخطر، تظل أفضل طريقة لتلافي شر المفاجآت غير السارة هو الإعتماد على أنفسنا وأن نستثمر مواردنا الطبيعية والزراعية بالطريقة المثلى.