من ثورة استقلال سورية.. حدث في حماة عام 1945- ح7
2022.12.15
خالد محمد جزماتي- فينكس:
تـنـظـيـم الاسـعـاف الـطـبـي
أشرنا في حلقة سابقة الى أن تقرير بيت الأمة شكل في مادته التاسعة جمعية الهلال الأحمر المؤلفة من فرق الكشافة في المدينة وجمعية الأطباء وداعميهم من الصيادلة، ولقد سأل أحد المهتمين بتدوين وقائع الثورة الطبيب عمر الدلال (1890 - 1969) وهو أحد الأطباء الوطنيين والذي كان نائبا عن حماة لدورة عام (1936)، فأجاب: اتخذ المستشفى الوطني مركزا عاما تقبل اليه الجرحى بواسطة السيارات ترافقهم فرق الكشفية والشباب المتطوعون لهذه الغاية، وأطباؤه السادة: الرئيس الدكتور محمود خضر الريس (1894-1968) - الدكتور فوزي فرح - الدكتور علي عبد الرزاق عدي، وقد أقيمت مراكز لاسعاف الجرحى واجراء الضمادات الأولية قبل النقل الى المستشفى الوطني.... وهذه المراكز هي:
1- مستشفى سيد قريش المتوضع في ساحة "الموقف"، وكان يقوم بخدمته الطبيب عمر الدلال والطبيب نجيب عبد الرزاق والصيدليان نايف السبع وأديب الطيار، وعدد من الممرضين الشباب.
2- عيادة الطبيب سعيد موسى باشا، وعيادة الطبيب يراوند كيلاجيان والعيادتان قرب دائرة البريد والبرق، وأيضا عيادة الدكتور فايز الأسود (طبيب أسنان) في حي الدباغة، ويعمل لدى العيادات المذكورة صحيون من الشباب.
3- عيادة الدكتور ميشيل جورجياد س بجانب قلعة حماة، يعاونه شبان صحيون من حي المدينة.
4- عيادة الدكتور منير الأسود في محلة المرابط يعاونه شبان صحيون من أحياء مجاورة...
وأيضا كانت عيادات الأطباء الاّخرين في حماة تسهم في عمليات اسعاف الجرحى والمرضى أثناء الاشتباك مع العدو بدون أي مقابل، ومن تلك العيادات: عيادة الدكتور وجيه البارودي (1906- 1996)، وعيادة الدكتور ممدوح عدي، وعيادة الدكتور نورس عبد الرزاق عدي، وعيادة الدكتور محمد خير السبع، وعيادة الدكتور زكريا مسكوف، أما الصيادلة فكانت مساهماتهم عظيمة ويشهد على ذلك مساهمة الصيدلي عبد الحميد قنباز والصيدلي عبد الحميد عدي والصيدلي مصطفى السبع، وما قدماه من عمل ودواء....
وكان الشباب الصحيون الذين رافقوا الأطباء في جميع الأعمال الاسعافية وحمل الجرحى من ساحات القتال الى المراكز الاسعافية، أو الى أقرب العيادات الطبية، هم من طلاب التجهيز، ومن أعضاء النوادي الرياضية والأفواج الكشفية، وأيضا من موظفي الدوائر الحكومية المختلفة وخاصة مديرية المعارف، وكانت أكثريتهم يضعون على سواعدهم شارات الهلال الأحمر.
وهنا لابد من تسجيل كثير من المواقف لهؤلاء الشباب، حيث البعض منهم حمل السلاح واقتحم مواقع العدو ببسالة منقطعة النظير، وذلك عندما تحتدم المعارك، ويسقط بعض الشهداء، فتدب النخوة العربية في روحهم، وتتجلى أروع المشاهد الوطنية الصادقة بالهجوم على العدو والفوز عليه بابادته أو أسره على الأغلب...
تلك هي بعض أخبار الأطباء الوطنيين وزملاءهم الصيادلة الشجعان ومن عاونهم من المتطوعين الصحيين لما سمعوا عن الخطط الفرنسية للتنكر للوعود باستقلال البلاد واخضاع الشعب بالقوة الغاشمة.
يتبع