تعليق على عيد الحب
2022.02.15
إحسان عبيد:
أمس كان عيد الحب.. فكل عام والمحبون بألف خير.
.
هناك من يقول: نحن أمة نعيش على التقليد الأعمى للغرب، وطقوسه الوافدة
نعم هذا صحيح وأنا سأقلد الغرب، طالما أنني أعيش في مجتمع مليء بالألغام.. يلاحقني بمسميات: هذا عيب، وهذا حرام..
لا توجد عندنا إلا أعياد دينية (الفطر – الأضحى – المولد النبوي - الإسراء والمعراج) حيث نذهب للصلاة قبل طلوع الشمس، ثم نذهب لنزور المقابر، ونذهب لتعبئة البطون من الذبيحة وطبخ الوالدة.
وقد نسهر على معزوفة لا آلة فيها غير الرق (الدف) لأنه المصرح به إسلاميا (وباقي الآلات هي مزامير الشيطان) ولا يتردد فيها طيلة السهرة غيرعبارة (صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم).. بينما العالم يخترع أعيادا ليفرح بها.. بعضها يكون للفواكه والخضروات مثل عيد العنب وعيد البندورة، وعيد الورود وحتى عيد البيرة وعيد الشكر.. إلخ. كل ذلك لأجل الفرح.
.
لاتوجد أمة بالعالم المرئي وغير المرئي تحب الله وتعبده أكثر منا، ولا توجد أمة تعاني من الانكسارات والهزائم والنكسات والاستلاب والخواء والدجل والذل أكثر منا.
إن تكلفة عيد الحب (عيد الكفار) بسمة وقبلة ولمّة للحبيبة ووردة إن وجدت.. أبسط التكاليف وأصدق الفرح.. ورغم ذلك نجد قوانين حكومية في بعض الدول الإسلامية تحارب الاحتفال بعيد الحب، وتقول: هذا عيد للكفار.
أمس كان عيد الحب.. شاءت المؤسسة الدينية أم أبت.. فكل عام والمحبون بألف خير.
ليقل كل منا إلى حبيبته: أيتها الحبيبة.. كل عيد وأنت بخير
ستبقين وترا مشدودا إلى عودي، ما أن ألمسه حتى تنداح منه معزوفة تهزم كل ما في هذه الدنيا من ملفات الكآبة.. ويهمي في دندنته ديمة من المناغاة العذبة المتداخلة الألوان كغيبوبة العاشقين.
هات يدك واشبكيها بيدي، سنرقص باقي عمرنا وسوف نخترع أعيادا لنا.. ونمد لساننا للعاذلين.