مراحل الصدمة
بقلم حسن علي يونس
كان اليوم الأول من شهر شباط ذكرى سيئة من الصعب أن تزول من ذاكرة شريحة واسعة من الشعب السوري الذي يغوص ٩٠ ٪ منه تحت سطح الفقر وهي الشريحة الموصوفة حكومياً ب(الشريحة الميسورة) بسبب الصدمة التي أحدثها قرار رفع الدعم عنهم.
والغريب أنه منذ أكثر من شهرين تم تسريب ورقة تحوي كتاب من وزير الاقتصاد إلى وزير الاتصالات يحدد فيها تفاصيل خطوات رفع الدعم وعن الشريحة (الميسورة) التي ستخرج من هذه المكرمة! إذاً ما هو تفسير الغضب الشعبي عند صدور قرار الاستبعاد من الدعم؟
أصدرت الدكتورة النفسية السويدية (إليزابيث كوبلر روس) كتاباً حول فلسفة الموت والصدمة، التي تصيب الإنسان عند تعرضه لكارثة مثل فقد عزيز أو أي مصاب مدمر له، وأوضحت خمس مراحل للصدمة النفسية سميت بـ (نموذج كوبلر لمراحل الصدمة) فما هي مراحل هذا النموذج؟
*"الإِنكار :"أنا بخير، "لا يمكن أن يحدث هذا، ليس لي." وهذا ما حدث عندما تسرب الكتاب بين وزير الاقتصاد ووزير الاتصالات وما تلا ذلك من نقاش وتوضيحات لمن ستسحب منهم هذه المكرمة وتمثل بسخرية الغالبية وكأنهم غير معنيين بذلك.
2*الغضب : لِمَ أنا؟ هذا ليس عدلًا"، "كيف يحدث هذا لي؟، "من المَلُومُ على ذلك؟" وهذا ما شاهدناه في الأول من شباط .
*المساومة :عندما قال البعض "على الأقل فليتركوا لنا الخبز" أو "ليرفعوا الدعم عن البنزين ويتركوا لنا الخبز والغاز"
*الاكتئاب : "مهما طال الزمن سيطبق القرار على أي حال، ما الفائدة من اي شيء سأفعله؟"
*التقبل: "ما حدث قد حدث ويجب أن أكمل الطريق"، "لا فائدة من المقاومة، من الأفضل أن استعد لما سيأتي": سيفضل الفرد في هذه المرحلة أن يُترك وحيداً، بالإضافة لذلك قد تنعدم لديه مشاعر الألم، وتعد هذه المرحلة نهاية الصراع مع الفقد.
المهم في أي مرحلة أنتم الآن؟