كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

العيد بعيدين.. عيد الطوباويّ أبونا الكبوشيّ وعيد الأضحى

فينكس- السويداء- معين حمد العماطوري:

رغم ما تعيشه البلاد من ضغوطات اقتصادية ونفسية واجتماعية، وما تحمله من آلام على فراق الأحبة، ذلك ان أيام العيد تجعل الحضور للشخصيات التي نحب حاضرة في الذاكرة والوجدان، خاصة المغتربين الأحباء الذين يرنون على الأهل بعيون المحبة والصلاح وتقديم ما استطاعوا لرسم ما يجعلهم سعداء في هذه الأيام الفضيلة، فإن أهالي السويداء عبّروا بثقافتهم الجمعية والوطنية والإنسانية ومن خلال راعي كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين الجمع بين العيدين عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير والبركة واليمن والفضيلة، وعيد تقديس الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشيّ، الذي له وبفضله وباسمه تأسست العيادة الصحية التي الاب فادي الياس زيادة مصليا بالكنيسةتقدم الخدمات الصحية والرعاية الطبية في مقر الكنيسة والمعروفة باسم عيادة أبونا يعقوب الخيرية.

فقد أقام الأب "فادي الياس زيادة" الرّاهب الكبّوشي "رهبان مار فرنسيس"، ورئيس دَيرِ وكنيسةِ "يسوع المُلك للآباء الكبّوشيين" صلاة مسبحة قلب يسوع، وقداس إلهي مع البركة بذخيرة الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي، ثم عزف مجموعة الكشافة معزفات موسيقية احتفالا بالعيد.
وكان الأب فادي زيادة قد دعا الطاقم الطبي العامل في العيادة بشكل مجاني مع الرعية القائمة على خدمة المكان من إدارة وصيدلة وعلاقات عامة وتطوع واستقبال وغيرها من الهان التي من شأنه ترك انطباع إنساني وجداني أخلاقي في نفس كل زائر على عيادة أبونا يعقوب الخيرية، بحيث باتت الوجهة الاجتماعية التي يرتادها العديد من أفراد المجتمع يتلقون العناية الصحية والدواء والخدمة اللائقة.
ويتزامن عيد الأب يعقوب الكبوشي مع أيام الشفع والوتر وليال العشر لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ولهذا عبر الأب فادي زيادة عن أهمية الحدث بأن العيد في السويداء جاء بعيدين ولنشر الفرح معاً وتضامنا مع أيام الفضيلة.
وشخصية الأب يعقوب ذات بعد إنساني ورسالة إنسانية فهو المولود في أوّل شباط سنة 1875، في بلدة غزير من والدين صالحين يتحلّيان بروح التقوى والفضائل المسيحيّة. ويقول علّمتني أمّي: "يا ابني في ساعات الشدّة، صلِّ بمسبحة أمّكَ".
نشأ في بلدته غزير، تعلّم في مدرسة الرعيّة – مار فرنسيس، ثمّ انتقل إلى مدرسة القدّيس لويس المعروفة بمدرسة المزار، ليلتحق، فيما بعد، بمدرسة الحكمة في بيروت، متخرّجا منها سنة 1891. ثم سافر إلى الإسكندريّة سنة 1892 مزاولاً التعليم، كي يُعين والديه على تربية إخوته، وهناك سمع صوت الدعوة ليهجر العالم ويحمل الصليب ويتبع المسيح.
قال: “سأصير كاهنًا”. عاد إلى غزير، ودخل دير مار أنطونيوس خشباو للآباء الكبّوشيّين في 25 آب سنة 1893. وفي السادس والعشرين من شهر آذار سنة 1894، ألبسه رئيس الدير ثوب الابتداء متّخذًا له اسم الأخ يعقوب. وفي الرّابع والعشرين من شهر نيسان سنة 1895، أبرز النّذر البسيط؛ وبعد ثلاث سنوات، أبرز النّذر المؤبّد في اليوم الرابع والعشرين من نيسان سنة 1898.
انتقل الأب يعقوب إلى دير القريّة لاتمام دروسه الكهنوتيّة، اقتبل درجات الكهنوت شمّاسا رسائليا (1899)، وشمّاسا إنجيليا (1900)، وفي أوّل تشرين الثاني سنة 1901، رقّاه المونسنيور دوفال الدومينيكانيّ الفرنسيّ، القاصد الرّسوليّ في لبنان وسوريا، إلى درجة الكهنوت. وأقام قدّاسه الأوّل في كنيسة مار لويس في بيروت (باب ادريس).مصلون يحملون صور الاب يعقوب الكبوشي في كنيسة بالسويداء
أقام “أبونا يعقوب” في دير بيروت، وراح يعمل بجدّ ونشاط وغيرة رسوليّة وثّابة، وجّهه رئيسه إلى أعمال الرّسالة، فشرع يُنشئ المدارس الابتدائيّة للصبيان والبنات في قرى لبنان وكانت غيرته الأبويّة الرّسوليّة تدفعه إلى العناية بإعداد الأحداث للمناولة الأولى، فيشرف بنفسه على تعليمهم لقبول القربان الأقدس. ومع المشاريع المدرسيّة أنشأ “أبونا يعقوب” “الرّهبانيّة الثّالثة” للرجال والنّساء، تيمّنًا بأبيه القدّيس فرنسيس الأسّيزي، ونشر مبادئها ونظامها في المدن والقرى سنة 1906، لم يقتصر الهمّ الرّسولي عند “أبونا يعقوب” الكبّوشيّ على بلاده وحسب، بل تعدّاه إلى فلسطين والشام وبغداد، وكانت جوارحه تحنّ إلى التبرّك بزيارة الأماكن المقدّسة في فرنسا وإيطاليا، فسهّل له رؤساؤه أمنيته وسافر إلى فرنسا، ثمّ الى روما حيث حظي بمقابلة قداسة الحبر الأعظم البابا بيوس العاشر سنة 1910، وفي سنة 1914 اشتعلت الحرب العالميّة الأولى، فاضطرّ رفاقه الكهنة الفرنسيّون إلى مغادرة لبنان، ففوّض إليه رئيسه الأب جيروم كلّ أمور الرّسالة، ومن ضمنها رعاية أديرة الرَاهبات الأوروبيّات، على الصعيدَين الرّوحيّ والمادّيّ. في غمرة أعماله المتواصلة وأتعابه الدّائمة.

وعلى هامش الفرح الذي أقامته الكنيسة قدم الأب "فادي الياس زيادة" الرّاهب الكبّوشي "رهبان مار فرنسيس"، ورئيس دَيرِ وكنيسةِ "يسوع المُلك للآباء الكبّوشيين التهنئة والمباركة للفعاليات الاجتماعية بمختلف اطيافها في حلول عيد الأضحى المبارك متمنيا ان يعم الخير والسلام على سورية الحبيبة مؤكداً "إن العمل لا يكون إلا بالجماعة ولأن المحبة هي وحدة متكاملة فإن حب العمل وثقافة التطوع التي برهن عليها الأطباء والفريق التمريضي والخدمي والعلاقات والرعية جعل من عيادة أبونا يعقوب الكبوشي الخيرية تثبت ضمن قطاع الصحي المتواجد في السويداء أنه الجزء الفعال إنسانياً واجتماعياً وطبياً، ولهذا اردناه فرحاً وعيداً بعيدين.