كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الشيخ الحاج معلا.. وكرامته التي أيده الله بها بين حجاج البيت العتيق

د. يوسف عيسى

الشيخ الحاج معلا.. وكرامته التي أيده الله بها بين حجاج البيت العتيق، وحقوق عادت بتأييد الله ونصره بعد ما حرمتنا منها السلطات العثمانية الظالمة.
يروى عن الحاج معلا حسب روايات الأجداد أنَّه انضمَّ إلى قافلة (المحمل الشّامي) المتّجهة إلى مكّة بصورةٍ سريّةٍ متخفّياً غير معلنٍ هويّته يرافقه خادمه المعروف بالحج علي لثقته به، وفي الطّريق بعد قطع مسافةٍ طويلةٍ تعرّضت القافلة لنفاد الماء والعطش لجفاف البرك والآبار اللازمة للحجّاج، أو ضياع مسار الطّريق بسبب تجمّع الرّمال فتوقّفوا للبحث عن الماء وللدّعاء والصّلاة إلى الله فانفرد عنهم الحاج معلاّ يدعو الله في سرّه وأكرمه الله أن يستدلَّ على وجود بئر ماء عند أكوام من الحجارة المتراكمة كانت قد اختفت بفعل الرّياح الشّديدة وأظهر الماء على يديه فشربوا وتزوّدوا بالماء لمتابعة الطّريق. فكانت هذه كرامةٌ للشّيخ معلا، فاشتهر بين الحجّاج وأصبح معزّزاً بينهم لكونه وليّاً من الأولياء الصّالحين وأتمَّ الحجَّ إلى بيت الله الحرام.
و أثناء أدائه فريضة الحجّ إلى بيت الله الحرام دعاه والي مصر إلى زيارة مصر معه، فلبّى الدّعوة عبر قافلة المحمل المصريّ، وعند وصوله التقى مع علماء مصر بحضور (محمد علي باشا) في الجّامع الأزهر، وقد طُلِبَ من الحاجّ معلاّ أن يُصلّي بالحاضرين باسم وفد الحجّاج - لأنَّ كرامته بالماء قد سبقته إلى مصر عبر بعض الحجيج – فصلّى وراءه والي مصر ممّا دفع بالسّلطان عبد المجيد الموجود في مصر للتّعرّف عليه أكثر وطلبَ مقابلته، فسأله: من أين هو؟ فقال له الحاجّ معلا: أنّه من عرب الأستانة من قاطني الجّبال السّاحليّة.
وبعـد حديثٍ طويلٍ معه قال له السّلطان: اطلب ما تُريد لكي يكرمه. فكان طلب الحاجّ معلا الوحيد: أن يُسمح له ببناء جامعٍ في منطقته تُقام فيه الصّلاة والشّعائر الدّينيّة.
فأعطي صكّاً لبناء الجّامع فوراً وأُعفيت الأراضي التي تقف بوراً من ضريبة المال والعشر التي كانت مفروضةً على الأهالي على أساس أنّها وقف للجامع، كما قَدِمَ معه قارئ قرآن لتعليم التّجويد يُقال له الشّيخ المصري.
ويروى أيضاً أنَّ وفداً من طرابلس الشام يضم مفتي المدينة وبعض رجال الدين جاؤوا ليهنئوا الشيخ بالحج وببناء الجامع، فلم يصدقوا عندما قام حفيد الشيخ الصغير في أداء صلاة الجمعة وهو الشيخ عبد القادر بالرغم من صغره، وهم أتوا للصلاة وراء الحاج وليس وراء حفيده وهذا ما أدركه الحاجّ معلاّ، فبدأ بتطبيق الشّريعة وتعليم الصّلاة وتحفيظ القرآن وتجويده، وكان من خيرة حفظة القرآن وتجويده في ذاك العصر ابنه الشّيخ عبد اللطيف الحاجّ.