كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المحامي عيسى سلامة.. من أعلام مرمريتا في المهجر

والده بوسف سلامة، هاجر مع زوجته رحمة نادر من مرمريتا إلى البرازيل عام 1890، حيث يعمل أهلها، بعدها بعام انتقلت الأسرة إلى تشيلي، وهناك أنجب يوسف أولاده جرجس، انطون، نقولا، نوري، عيسى، أما جميلة فولدت في مرمريتا لدى عودة العائلة إليها.

ولد عيسى سلامة في تشيلي عام 1916، وفي نهاية عام 1922 قررت العالئة العودة إلى مرمريتا نظراً للمرض الذي أقعد رب العائلة. لم تهنأ الأسرة بإقامتها في الوطن حتى فاجأ الموت عميدها وركنها يوسف عام 1923. فاضطرت والدة الصغار القيام بهذا الحمل الثقيل بمفردها والمشهود أنها كانت قوية حازمة مدبرة، فانصرفت إلى تعليمهم مهما كلفها ذلك من متاعب وإمكاينات مادية، فكان الأولاد في أوج الاحترام والطاعة لوالدتهم.
تعلم أكبرهم جرجس في مدرسة بوقا الزراعية في اللاذقية، لعدم وجود مدرسة بهذا الاختصاص في منطقة وادي النضارة خاصة كلية دير مارجرجس الحميراء. تخرج جرجس أو (جورج) كما ينادوه من بوقا مهندساً زراعياً قلّ مثيله في حكومة اللاذقية آنذاك، ويعتبر أول مهندس زراعي من مرمريتا، فاستدعى أخوته لإتمام دراستهم في مدرسة اللاييك في طرطوس.
تعرض جورج لحادث سير أليم يقال أنه كان مدبراً من قبل مجموعة حاقدة عليه لنجاحه الهائل في عمله، بينما كان راكباً دراجة مزدوجة وهي المستخدمة آنذاك بدل السيارة، وتوفي على الفور.
حصل عيسى سلامة خلال دراسته في اللاييك على الشهادة الثانوية عام 1936، فانتسب إلى معهد الحقوق (قبل أن تصبح كلية) في دمشق (حالياً الجامعة السورية) وحصل على إجازة في المحاماة عام 1940.
ـ بعد تخرجه عمل محامياً متدرباً في مكتب المحامي القدير ((عصام الإنكليزي)) بدمشق عام 1941.
ـ في نهاية عام 1941 انتقل للعمل في مدينة اللاذقية وفتح مكتباً مشتركاً مع المحامي: عبد العزيز ارناؤوط.
ـ بعد استقراره مادياً ومعنوياً انصرف مع زملائه في تأسيس مجلة القيثارة وكان يعمل في تحريرها مع كل من: عبد العزيز أرناؤوط، ومفيد عرنوق، وكمال فوزي شرابي، وأديب عازار.
في عام 1934 انتسب للحزب القومي السوري الذي تأسس عام 1932 في أول زيارة قام بها مؤسس الحزب أنطون سعادة إلى المنطقة الساحلية في سورية، وكان عندها طالباً في مدرسة اللاييك، وانصرف اهتمامه في تلك الفترة للنشاط الحزبي السري الذي انكشف أمره في لبنان عام 1935. أما الأشخاص الذين انتسبوا للحزب في ذلك الوقت هم:
إبراهيم عبد الرحيم، ياسين ديب، عبد الرحمن إبراهيم، بدر مرقبي، الياس جرجي قنيزح، عبد الكريم الشيخ.
شارك المحامي عيسى سلامة وكان طالباً في جامعة دمشق في إرسال عريضة إلى الحكومة اللبنانية تتضمن احتجاج السوريين القوميين على المعاملة القاسية التي يتعرض لها الموقوفون وملاحقة عناصر الأمن لأفراد الحزب الوطنيين.
ـ عيسى سلامة منفذاً للحزب السوري القومي الاجتماعي خلال ممارسته مهمة المحاماة من 1941 ـ 1955 في اللاذقية.
ـ في عام 1950 اصبح أمين سر نقابة المحامين في اللاذقية.
كان خطيباً جريئاً طليقاً مؤثراً على الجماهير، متفهماً بعمق لمبادئ وعمل الحزب السوري القومي الاجتماعي.
ـ خاض المعركة الانتخابية للدخول إلى البرلمان عام 1954 ممثلاً عن حزبه في منطقة وادي النضارة، فلم يحالفه الحظ، لأن الدخول للمجلس النيابي كان لمن يدفع أكثر أو لمن يرتبط في الخارج.
ـ ساهم في تأسيس ثانوية النهضة في مرمريتا.
ـ في عام 1955 اغتيل العقيد عدنان المالكي في الملعب البلدي خلال مباراة لكرة القدم بين سورية ومصر. سارعت الأجهزة الأمنية آنذاك باتهام معظم أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي، خاصة أن معظم أعضائه كانوا بعيدين عن الاغتيال، لكن قرار الاتهام طال جميع المسؤولين القوميين في انحاء سورية. اضطر عيسى سلامة للالتجاء إلى بيروت وتابع هناك نشاطه الحزبي فأصبح في عهد الأمين أسد الأشقر ناموساً للرئاسة ثم عضواً في المكتب السياسي والمجلس الأعلى للحزب.
ـ ومن عام 1956 ـ 1957 أصبح عميداً للخارجية ثم نائباً لرئيس المحكمة الحزبية في عهد الأمين عبد الله قبرصي عام 1957.
ـ في عام 1961 وفي عهد الرئيس اللبناني فؤاد شهاب جرت محاولة من الحزب السوري القومي الاجتماعي للاستيلاء على السلطة في لبنان، في عهد الأمين عبد الله سعادة، وحكم على المحامي عيسى سلامة غيابياً بالإعدام، فاضطر للتواري عن أنظار السلطات اللبنانية واللجوء إلى الأرجنتين.
ـ استمر نشاطه الحزبي في الأرجنتين، واستطاع إبعاد شبح الإحباط الذي كاد يودي بالأعضاء هناك. شد من عزيمتهم وقرر معهم متابعة النضال مذكراً إياهم دائماً بقول الزعيم سعادة: ((ليس عاراً أن ننكب، إنما العار أن تحولنا المصاعب من رجال أقوياء إلى رجال ضعفاء)). بعد جولة استمرت أكثر من سنتين عاد إلى سورية عام 1964 وأعاد فتح مكتبه في اللاذقية حتى عام 1966، تاريخ إلقاء القبض عليه ودخوله سجن تدمر مع زميله المحامي يوسف حبيب.
أثار اعتقاله تحركاً فورياً لنقابة المحامين في اللاذقية، فقررت توجيه طلب على شكل مذكرة إلى كل من رئيس الدولة آنذاك أمين الحافظ ورئيس مجلس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والعدل ونقابة المحامين بدمشق جاء فيها:
((أثار اعتقال الزميلين الأستاذين عيسى سلامة ويوسف حبيب، القلق في نفوس المحامين، لما يعرف عنهما من حسن الخلق وعفة اليد، وللكيفية التي تم بها الاعتقال إن المحامين مع حرصهم الدائم على عدم التدخل في شؤون السلطة وتدابيرها، إلا أنهم كحماة للقانون، لا يسعهم إلا المطالبة بتطبيقه في حدوده الدنيا على أقل تقدير، وذلك بأن يتم التوقيف والتحقيق من قبل القضاء فقط، وأن يحال الموقوف إلى المحكمة ليتمكن من الدفاع عن نفسه.
إن المحامين الذين آمنوا برسالتهم، رسالة الحق والعروبة التي لاتقوم إلا على أسس كون الحرية والكرامة أولى مفاهيمها، وسيادة القانون أولى معانيها، يطلبون إما الإفراج عن الزميلين المعتقلين أو إحالتهما إلى القضاء، مع توفير حق الدفاع المقدس لهما في سائر أدوار التحقيق والمحاكمة، بما في ذلك اختيار المدافعين عنهما وتسهيل الاتصال بهما، إحقاقاً للحق الذي هو حرية وكرامة وعدل وقانون)).
11/7/1966
نقيب المحامين السوريين
ـ أخلي سبيل عيسى سلامة عام 1967 بعد صدور قرار العفو عن المساجين السوريين المتهمين في قضية اغتيال المالكي.
ـ في نهاية 1967، كان عضواً في وفد المحامين السوريين إلى مؤتمر المحامين العرب في الخرطوم. غادر بعدها إلى غانا في أفريقيا وبقي فيها عدة أيام في ضيافة رفيقه رجاء يازجي ومن هناك سافر إلى الأرجنتين واستقر فيها.
كانت حياة عيسى سلامة من عام 1968 ـ 1981 مليئة بالعمل، فقد أتقن عدة لغات هي اللغة العربية الأصلية، والفرنسية يتحدث ويكتب بها بطلاقة منذ وجوده في اللاييك ودراسة المحاماة باللغة الفرنسية، إضافة إلى اللغات الثلاث الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية.
لدى عودته إلى الوطن عام 1981، حمل معه ثروة لا تقدر بثمن أودعها مكتبة الأسد لتشكل رديفاً لمجاميع الكتب في المكتبة المذكورة.
افتتح في الأرجنتين مدرسة لتعليم اللغة الفرنسية وأبدل اسمه ليصبح ((روبير جيرار))، ليوحي بالثقة من تمكنه باللغة الفرنسية. مارس هواية جمع النقود النادرة القديمة. شاهد ذات يوم كتاباً مزركشاً موضوعاً على إحدى واجهات المكتبات القديمة رسمت على غلافه صورً لنقود متنوعة، ظن أن هذا الكتاب يلبي طلبه ويفي بالغرض. اشتراه ودفع ثمنه، ولدى عودته إلى منزله والاطلاع على محتوياته، تبين له أن الكتاب يتحدث عن الكتب النادرة وتجارتها وأوصافها، ومن هنا بدأت هوايته لاقتناء الكتب القديمة والنادرة. كان يشتري الكتاب باسعار زهيدة من بعض الوراقين أصحاب الدكاكين الذين لا يعرفون أهمية الكتب وجلّ همهم بيع الكتاب من أمام واجهاتهم، أمن له العمل بهذه المصلحة دخلاً جيداً اتخذه هواية، فأصبح يشتري بفائض المبلغ كتباً أخرى.
ذات يوم، جاء تاجر ألماني إلى البلدة التي يعيش فيها عيسى سلامة في الأرجنتين، كان التاجر يسأل عن مكان بيع الكتب القديمة والنادرة فأرشده بعضهم إلى ((المسيوجيرار)). التقى به وابتاع بعض الكتب بمبلغ لابأس به، وتتالت زيارة التاجر الألماني للمسيو((جيرار)) ليبتاع ما يتوفر لديه من الكتب التي جمعها له.
بعد أول رحلة عودة إلى الوطن حمل معه كمية كبيرة من الكتب النادرة زود بها مكتبة الاسد التي أقامت لكتبه جناحاً خاصاً. ثم طلبت منه وزيرة الثقافة أن المكتبة بحاجة إلى كتب الأدب في المهجر ومؤلفات تتحدث عن الأدب المهجري ومجلات وصحف لتتبع الحركة الثقافية هناك. عاد عيسى سلامة إلى الأرجنتين ثانية وجال على جميع المنتديات الأدبية والثقافية والأدباء والشعراء، بدأ جولته على المغتربين العرب الذين يملكون كتباً كثيرة معظمها ملقى في أقبية مهملة. كان في منطقة الأرجنتين أكثر من خمسة عشر شاعراً وأديباً عربياً. زار ذات مرة بعض الكاتدرائيات العربية في المهجر وسأل عن مكان المكتبة في كل منها، كان الجواب في القبو. نزل إلى الأقبية وشاهد الكتب الملقاة على رفاة الكهنة فيها. استأذن من راعي الأبرشية بنقل هذه الكتب إلى دمشق وتم له ما أراد.
قالت عنه السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة عام 1986 ونائبة رئيس الجمهورية عام 2012:
((تبرع الأستاذ عيسى سلامة إلى مكتبة اللأسد بأغلى ما عنده.
التعبير عن الانتماء للوطن والأمة، يتجسد بكلمة بلفتة، أو بموقف ما، وقد عبّرتَ أنت في الحديث الذي دار بيننا خلال لقائنا في وزارة الثقافة، عن هذا الانتماء بكلامك الحار، وترجمت، كل ذلك إلى وقائع مادية، هي في الدلالة تعبيراً أروع وأبلغ. تقدمت إلى مكتبة الأسد هذه التي نعتز بها، ببعض كنوزك من الكتب الثمينة والآثار التاريخية النادرة، مما أغنى موجودات المكتبة. وحُقَّ لك أن أخصص فيها جانباً باسمك، يضم التقدمات التي تبرعت بها عنواناً للانتماء الكبير، رغم هجرتك الطويلة عن أرض الوطن وإقامتك الدائمة في الأرجنتين، منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً.
إنني إذ أنوه بهذه المبادرة النبيلة، التي أتمنى ان تصبح تقليداً، لمافيها من معاني حب الوطن وتمجيد الثقافة، والحرص على الإسهام في إغناء هذه المكتبة الوطنية بالكتب والمجلدات النادرة والنفيسة، أقدم لك باسم مكتبة الأسد وباسم وزارة الثقافة. جزيل الشكر وصادق التقدير)).
مع أطيب التمنيات
26/2/1986
وزيرة الثقافة د. نجاج العطار
قال عنه الأديب الكبير وديع فلسطين في مقال بعنوان: آثار الأدباء بين الضياع والإنقاذ:
((الجادة الوحيدة لإنقاذ مخلفات أدب المهجر، جاء من كتبي سوري اسمه عيسى سلامة. إذ سافر على نفقته الخاصة إلى الأمريكيتين واتصل بورشة الأدباء والشعراء المهجريين، وظفر منهم بأطنان من المخطوطات والمنشورات، وشحنها على نفقته الخاصة إلى مكتبة الأسد بدمشق، حيث خصصت لها أقسام خاصة لفرزها وفهرستها)).
وكتب الأستاذ المحامي والأديب نجاة قصاب حسن بتاريخ 22/2/1990
((أزف إلى محبي الثقافة هذا الخبر الكبير: قام الأستاذ عيسى سلامة أحد زملائي القدماء، والآن من مغتربينا الذين يقفون في المقدمة بين عشاق الثقافة، وجعل همه الكبير أن يزود وطنه بكنوز ثقافة الاغتراب. جمع كل ما كُتب هناك بأقلام العرب بأية لغة من اللغات وكل ما كتب عن العرب.
ثم نقل اهتمامه من بلاد الاغتراب إلى الأندلس، لملم من تراثها أغلاه وأبقاه. ثم أضاف كل أنواع الكتب القديم والثمين إلى هوايته النادرة، وجعل من ذلك كله جسراً حقيقياً من المقتنيات الفكرية والفنية تساوي ملايين الدولارات. مازال يأتي إلى سورية رحلة بعد رحلة، وقد تم منذ أيام وصول دفعة جديدة فيها آلاف الكتب التي ستجد مكانها في المكتبة الوطنية.
لقد أغنى الأستاذ عيسى سلامة مؤسسة الوثائق الوطنية بإهدائها آلاف الكتب النادرة التي تتخاطفها الأيدي في المزادات وآخر دفعة وصلت لى مرافئنا تجاوز وزنها 1200 كغ قيمتها أكثر من مليون دولار.
ولكن أن ينذر الإنسان حياته وجهوده وماله لقضية عظيمة كهذه أمر له قيمة أكبر بكثير من قيمة المال فكـأنه يعطينا أولاده ويوصينا بهم خيراً وما أغلاها هدية. وما أحسنه مثالاً وقدوة)).
المحامي نجاة قصاب حسن
إن تاريخ ثقافة العالم أصبح يعتمد اليوم على جمع الكم الهائل من الكتب التي صدرت وتفرقت وتلف أكثرها. وبدأ سباق عنيف بين المكتبات العامة والخاصةعلى اقتناء هذه الثروة التاريخية والثقافية. وقد أصبحت نادرة مع الزمان وموضع تزاحم شديد بين الدولة والهواة. ففي أحد المزادات بلغ سعر كتاب 13 مليون دولار اشترته الحكومة الألمانية، فقد تبين أنه النسخة الوحيدة التي تهم تاريخ ألمانيا، فأرسلت الحكومة من يشتريه بأي سعر. ثم أعلنت الحكومة عن اكتتاب وطني لجمع المبلغ وتسديد قيمة الكتاب التي عجزت ألمانيا عن تسديد قيمته.
بدأ الهجوم للاستيلاء على كتبنا العربية وسواها، وساهمت قوى وجامعات مشبوهة لها صلات مع الصهيونية. كان الجواب قيام حملة طموحة تلقائياً قادها بذكاء المواطن المغترب عيسى سلامة معتمداً على جهود الكثيرين من أبناء الاغتراب. فاستنفذت الكتب من أيدي الطامعين واستطاع عيسى سلامة مع العاملين في وزارة الثقافة من إنقاذ معظم التراث العربي والثقافي الاغترابي وكثيراً من الكتب التي تتعلق بسورية ولبنان والأندلس.
كان الأستاذ عيسى سلامة يطل دائماً على مكتبة الدار الوطنية بدمشق لصاحبها عيسى طنوس سلامة، معظم أحاديثه حول الكتاب وفحصه وتدقيقه ومعرفة قيمته الأثرية يدقق الحبر والورق والطباعة. كان يملك قدرة فائقة على معرفة تاريخ الطباعة ورقم الطبعة وتحديد قيمة المخطوط، قلت له ذات يوم لاشك انك كتبت مذكراتك، أعطني إياها لأطبعها لك في كتاب إن لم يكن اليوم فليكن بعد سنوات، صمت قليلاً واجاب: لقد تعبت في كتابتها ولن أنشرها لأنها قد تؤذي مسيرتنا الوطنية، وأنا لاأريد توجيه النقد لأحد. وجدت أنه مازال متردداً في طباعتها. سألته أين تحفظ المذكرات الآن؟ أجاب في الشقة في الفندق، قلت له: أؤكد لك انك لن تجدها، وبالفعل عاد إلي في اليوم التالي وأعلمني عن فقدان مذكراته وقال ليتني وافقتك على رأيك.
عرضت عليه وزيرة الثقافة نجاح العطار تأمين منزل مجاناً له مع سيارة وسائقها عربوناً لشهامته، لكنه رفض بإباء وكبرياء، وقال أنا لم أطلب في حياتي ثمناً وثناء على ما أقدمه لوطني، كان عصامياً يأبى الهوان، صلب في مواقفه لايمالئ أحداً. بينما كان سائراً ذات يوم في أحد شوارع دمشق اصيب بجلطة دماغية في الطريق، نقل على أثرها المستشفى الفرنسي، ظل يعاني نوعاً من فقدان الذاكرة. كنت أزوره أسبوعياً يسألني عدة كلمات عن الكتب ويغيب عن الحديث. قال لي ذات يوم: إن قدري قريب أرغب بجنازة بسيطة دون مراسم،
وأبى رفيق دربه الأستاذ عصام المحايري إلا أن يرثيه بكلمات مؤثرة بعد مراسيم الجنازة.
هكذا انطوت حياة المرحوم عيسى سلامة، عاش وحيداً قانعاً بحياته، خادماً لوطنه وأمته.
بعض نماذج الكتب التي قدمها لمكتبة الأسد الوطنية:
ـ مجلدات عن الفن العربي الإسلامي. مجموعة صور ولوحات نادرة من حلب وقرطبة وغرناطة وفلسطين في القرنين الثامن والتاسع عشر.
ـ محتويات مكتبته الحقوقية وتمثالاً قديماً يعود لألف عام ويظن أنه تمثال كليوباترا.
ـ الطب أيام العرب: مخطوط بالخط التونسي.
ـ كتاب سورية الأرض المقدسة ـ العملة السورية في الإمبراطورية السلجوقية ـ الطب أيام العرب بخط اليدـ حياة محمد (ص).
ـ أول كتاب لتعليم اللغة العربية في جامعة السوربون 1802.
ـ برج بابل وهندسته.
ـ رحلة إلى الشرق: مجلدان
ـ مصر وفلسطين: مجلدان
ـ 40 لوحة من السيراميك الشرقي تشكل بستاناً للزهور.
ـ مصاحف قديمة مطرزة بالذهب تعود لعام 1216م.
ـ هروب الأندلس: جزءان.
ـ الأوابد العربية في قرطبة باللغة الفرنسية.
ـ رسوم وزخارف ولوحات نادرة فنية وتاريخية.
ـ كتاب الفن العربي: 3 أجزاء.
ـ الجزء الثاني من لوحات ذات رسوم نادرة. وغيرها كثير من المجلات والصحف.
المصدر: كتاب من ذاكرة مرمريتا
المؤلف: عيسى طنوس
مواد ذات صلة: 

ماذا تعرف عن الأمين القومي السوري عيسى سلامة؟

https://feneks.net/index.php/society/portrait/63954-2023-02-27-11-35-57