كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الأستاذ المناضل عبد الكريم زهور عدي (1917-1985)

نصر شمالي- فينكس:

من مواليد وأهالي مدينة حماة، المتعلم في مدارسها، والمنتسب في العام 1937 لدار المعلمين بدمشق، وخريج جامعة القاهرة قسم الفلسفة في العام 1946، والمدرس في ثانويات ومعاهد محافظات دير الزور وحماة وحلب، إضافة إلى نشاطه السياسي والصحافي كواحد من القادة الحمويين المتميزين في الحزب العربي الإشتراكي، مع أكرم الحوراني وعلي عدي وخليل كلاس ومحمد عطورة وعبد العزيز عثمان ومصطفى حمدون وعبد الغني قنوت وغيرهم من القادة حينئذ..
وفي الانتخابات النيابية في العام 1954 انتخب عبد الكريم زهور نائباً في المجلس النيابي عن محافظة حماة، وظل يشغل هذا المنصب بلا انقطاع حتى العام 1958، إلى أن حل المجلس النيابي السوري نفسه بنفسه لصالح قيام الوحدة المصرية السورية والجمهورية العربية المتحدة، وقد كان ذلك المجلس النيابي برئاسة الأستاذ أكرم الحوراني..
وبعدها صار عبد الكريم زهور مديرا لدار المكتبة الظاهرية بدمشق ومدرساً للفلسفة بكلية الآداب في جامعة دمشق حتى الانقلاب العسكري ضد حكومة الانفصال في الثامن من آذار/مارس عام 1963، حيث جرى تعيينه وزيراً للاقتصاد، وحيث كانت مساهمته في المحادثات في القاهرة من أجل استعادة الوحدة، فهو كان ضد الانفصال وضد عهد الانفصال، وواحداً من القادة البعثيين/الناصريين، مثله مثل رفيقيه جمال الأتاسي وسامي الدروبي، وغيرهما، ولذلك، فهو استقال من الوزارة السورية مثلما استقال زميلاه الوزيران جمال الأتاسي وسامي الدروبي بسبب فشل محادثات استرداد الوحدة وتدهور العلاقات بين الحكومتين السورية والمصرية..
أما عما حدث بعد ذلك جملة وتفصيلا فإن شرحه يطول ويطول، ولعلي أعود إليه لاحقاً إن استطعت..
وأود أن أختم هنا بالقول أنني التقيت الأستاذ عبد الكريم زهور مرتين، الأولى في العام 1962 في دارهم العربية البسيطة بحماة، في مرتفعات حارة الباشورة أو مرتفعات حارة تل الدباغة، لا أذكر في أيهما بالضبط، وقد اصطحبني لزيارته حينئذ عدد من رفاقه الشبان، وفي المرة الثانية التقيته مطلع الثمانينيات مصادفة في مكتبة دار دمشق، وفي اللقاءين العابرين المتباعدين جدا ترك الرجل في نفسي الانطباع الطيب ذاته: الكبرياء بتواضع، والتواضع بكبرياء! رحمه الله.