كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الشاعر والاديب ورجل القانون سليم بك عنحوري عضو المجمع العلمي العربي بدمشق

إلياس بولاد- فينكس:

أتابع التعريف بشخصيات دمشقية مسيحية، كانت لها بصمتها وشهرتها السورية والعربية والعالمية، شعراء وادباء ومؤرخين وعلماء ورجال فكر وفنانين وصناعيين.. مع الاسف أنه يتم التعتيم والتهميش من الجهات الاعلامية والثقافية عليهم..!
ولد سليم بك عنحوري بدمشق في 21 ايار عام 1856م. ونشأ فيها، وتلقى دروسه في المدرسة البطريركية "الفضيلة والعلم" أول مدرسة بدمشق اتبعت المنهاج العلمي الحديث بالتعليم منذ عام 1867، خرجت خيرة رجالات دمشق في جميع المجالات العلمية والادبية، وكان رحمه الله، من أنبغ الرجال، فنزع الى الادب، وارتضاه حرفة نزيهة، لا وسيلة استجداء. فاشتهر به شهرة كبيرة قل من داناه فيها، و أول آثاره كتاب فريد في بابه أسماه: "كنز الناظم" وهو قاموس للمترادفات في اللغة الفه في ثمانية مجلدات. وكان في الثانية والعشرين من عمره وطبع منه المجلد الاول فقط. وقدمه الى الخديوي اسماعيل فمنحه عليه امتياز مطبعة هي "الاتحاد". ومجلة الشمس العلمية الادبية، وصحيفة سياسية اصدرها باسم "مرأة الشرق". وكتب فيها الفصول السياسية الممتعة والمقالات الادبية الرائعة التي وطدت له مكانة ودبية وسياسية رفيعة في القطر المصري. وانشأ في دمشق ايضا "مرآة الأخلاق" مع ابن عمه حنا عنحوري لم يطل عهدها وفي مصر مجلة "الشتاء" و أصدرها سنة واحدة.
وله كثير من المؤلفات الادبية الرائعة و أعظمها غير "كنز الناظم" المتقدم ذكره، كتاب "عكاظ" وضعه باقتراح من: "اوسكار ملك اسوج" على علماء العربية بعادات العرب وشؤونهم قبل الاسلام. وفقدت النسخة المرسلة الى ملك اسوج واحترقت الثانية منه بدمشق لحوادث لا مجال لذكرها...
وله كتاب في السياسة عنوانه: "المسألة الشرقية" وضعه باللغة التركية .وكتاب اعضاء الانسان وترجمه المعلم بطرس كرامة. و "حديقة السوسن" وبضع روايات شعرية ونثرية مثل رواية: "اشيل" التي مثلت على مسارح دمشق وبيروت ورواية "هند وعصام" فضلا عن خمسة دواوين مطبوعة كلها بالشعر وهي "سحر هاروت" و"بدائع ماروت" و" الجوهر الفرد" و"السحر الحلال" و"آية العصر" وله في الدواوين الشعرية :"الشعر العلمي" و"فلسفة الخيال" و"نهضة الشعر" و"مرأة الانقلاب" وكلها لم تطبع..!؟
لسليم بك عنحوري صنعة ثانية ان لم تتفوق فيه على الادب فهي تدانيه اعني بها الصنعة القانونية .فقد كان رحمه الله من كبار رجال القانون في البلاد ، اشتغل بالمحاماة وتقلب في وظائف العدلية الكبرى و آخرها شغله منها وظيفة الادعاء العام لدى محكمة العدل السورية . وقد فاز باعجاب الحكومة العثمانية فمنحته لقب "بك". وكان عضوا فعالا في المجمع العلمي العربي بدمشق. وكان له مكانته عند مشاهير علماء الغرب.. فقد كان عضوا في الجمعيات العلمية الاوروبية. توفي بدمشق في العاشر من شهر تموز عام 1933.