كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دبي لاس فيغاس الشرق الأوسط

علي بدر- فينكس

تعد مدينة دبي اليوم لاس فيغاس الشرق الأوسط، بؤرة حياتها المشبعة بكؤوس الشمبانيا والرمال الذهبية والشمس الساطعة. بينما لم تكن في أوائل القرن الثامن عشر سوى قرية لصيد السمك، خاضعة لقبيلة بني ياس، مأهولة بعدد قليل من الأشخاص في بلدة بيضاوية الشكل محاطة بجدار طيني مبعثر تحيط به قطعان الماعز وقوافل الجمال المتناثرة. كافحت هذه المدينة بقوة في صحراء بلا مياه، بلا مطر، بلا حجر، ممكنة سكانها من العيش عن طريق ثلاثة أعمال قطف التمور حيث ينمو النخيل في واحات متناثرة، والغوص في البحر اللجي بحثًا عن اللؤلؤ أو الإبحار الخطر في المراكب الشراعية الخشبية للتجارة مع الهند وإيران والعراق.
أما اليوم فهي ممثلة لرأسمالية القرن الواحد والعشرين، ممثلة لتجمع المال والبورصات والتجارة، شبيهة بلاس فيغاس من حيث دوي حفلاتها الراقصة، من دون موائد قمار لكنها تحوي على بائعات هوى من جميع البلدان، من روسيا إلى الهند أكثر من لاس فيغاس بمرتين أو بثلاث مرات أحيانا. إنها المدينة الأسرع نموًا في قرن السياحة والاقتصاد والثروة، جاذبة لسياح العالم وممثليها ومشاهيرها يفوق سياح الهند ومصر واليابان بأكملها. إنها واحدة من أكثر الأماكن أمانًا في العالم، حيث يمكنك أن تعيش دون أن تغلق بابك لكن على مرمى حجر من أخطر الأماكن أيضاً، حيث الاضطراب السياسي وانفلات السلاح والقوى الحربية والعسكرية المتأهبة.
في كل مكان ترى نساء يرتدين أغلى الملابس، ملابس مثيرة وجاذبة، حلياً حقيقية وزائفة، بنطلونات جينز مقصوصة، تنورات قصيرة فوق الركبة يسرن بين ناطحات سحاب متلألئة في سماء مضاءة، وبناء شجاع على مدار الساعة جعل من اسمها استعارة للحياة الثرية الخصبة، حيث يختلط المشاهير مثل تايغر وودز وجورج كلوني في روعة مذهبة، تملأ سيارات البورش والنمبرغيني شوارعها الفاخرة، لكن المدينة تعاني من سوء التصميم والمعاملة الوحشية للبيئة وممارسات العمل القريبة من العبودية. فهي من جهة القوة الصاعدة في الشرق الأوسط، قصة إخبارية مؤثرة، ولكن في أسفلها، في أسفل طبقة الثراء هنالك طبقة تعاني من البؤس والاستغلال والتحطيم الأبدي. قصة لن تعرفها إلا أن تتعرف على أحد هؤلاء الناس الذين جذبتهم المدينة بأضوائها وحين وصلها سحقته بسرعتها وقوتها الوحشية فأصبح تحت ثقلها بلا رحمة.