كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"أبو الحكم" حارس ذاكرة مقهى الروضة.. وداعاً

مصطفى المقداد:

رحل أبو الحكم بعد رحلة عمل طويلة كان خلالها علامة فارقة في تاريخ مقهى الروضة.
كان أبو الحكم يعرف رواد الروضة وحكاياتهم، وينسج مع كل واحد منهم حكاية خاصة، لا يعرفها سواه.
خلال خمسة عقود تقريباً عبر الروضة آلاف آلاف الشخصيات من داخل سورية وخارجها، وكلهم توقفوا عند شخصية أبي الحكم، قليلاً أو كثيراً، سألوه وأخبروه وتركوا عنده حكاياتهم وربما أسرارهم.أبو الحكم عامل مقهى الروضة وداعاً
وحده حافظ على سر كل واحد منهم، ولم يبح بسر طيلة حياته.
منذ قرابة عشرين عاماً كان أحد أصدقائي المخرجين السينمائيين يتحدث عن أبي الحكم بعد التقاعد وترك العمل، كيف سيأتي زائراً للروضة ويجلس مع بعض معارفه، وكيف يكون رد فعله عندما يطلب زبون طلباً فيستجيب بسرعة له ناسياً أنه لم يعد عاملاً،
تنهدت وقتها وقلت له، صورتك هذه تصلح للسينما فقط، أما أبو الحكم، فإذا ترك العمل يموت فوراً، فهو العصامي الذي ما تغيب عن عمله لأكثر من سبع وأربعين سنة إلا لموت أو عيد، وطريقه من المقهى للبيت لا يخطئه محب، والفيلد الأخضر رفيقه لسنوات طويلة.
فقدت الروضة طعماً لن يتكرر
وفقدت إحدى حكاياتها الطويلة،
وسيغدو أبو الحكم حكاية رواد المقهى للقادمات من الأيام