كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ستالين... في ذكرى رحيله (5/3/1953 - 18/12/1878)

جوزيف جريج- فينكس:

 هو ليس روسياً كما يعتقد البعض بل جيورجياً، واسمه الكامل جوزيف فيساريونوفيتش جوغاشفيلي. أما ستالين فهو لقب معناه بالروسية (الرجل الحديدي) ويقال بأن لينين هو من اطلق هذا الاسم عليه عام 1912.
والدتة يكاترينا كانت تعمل غسالة بالبيوت وجمعت المال لإدخاله إلى مدرسة اللاهوت ولكنه تركها رغم تفوقه فيها. و والده كان إسكافياً ويريد لابنه أن يكون مثله, واللقاء الأخير بينهما حصل عندما كان ستالين بعمر 23 عاماً وينظم إضراباً في المصنع الذي يعمل به الأب.. فقد نفي ستالين أول مرة إلى سيبيريا عام 1903 وهرب منها بعد عام وكان كثير الترحال والاختباء بسبب عمله السياسي المحظور.
منذ أن أصبح زعيماً للحزب الشيوعي السوفييتي بعد وفاة لينين عام 1924... وهو من أكثر الشخصيات جدلاً حولها. فهناك من يرى ستالين بطلاً قاد شعبه للنهوض بالاتحاد السوفييتي كما قاده للنصر على النازية وتحرير أوروبا, بينما يراه آخرون دكتاتوراً قضى على كل معارضيه, ويرى البعض أنه شخصية لها سلبيات و إيجابيات مثل اي زعيم.
كانت الحركة الصهيونية واليهود من أشد أعداء ستالين وعملوا مع الشرائح المتضررة من الحكم السوفييتي على تشويه صورة الرجل الذي كان يعمل على تقليص دورهم في المجالات الحيوية للدولة.
لقد أظهر استطلاع للرأي أجرته في روسيا مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (مركزها واشنطن) بمناسبة الذكرى الستين لوفاة ستالين أن شعبيته تقدمت على سائر الشخصيات التاريخية الروسية, وكان قد سبق ذلك حصول ستالين على نسبة عالية من الأصوات أذهلت العالم عام 2008 في استطلاع قامت به جامعة التاريخ الروسي و مؤسسة الرأي العام. ولاتتوقف شعبية ستالين على روسيا.. حيث يعتبره أغلب الجورجيين البطل القومي لهم.
كتب القائد الروسي العبقري المارشال جوكوف في مذكراته عن ستالين: (لقد كان قائداً عاماً جديراً بموقعه دون أدنى شك), وقال الرئيس الأمريكي روزفلت عنه: (إني أحس أن ستالين ليس رجلاً عادياً لا يعتمد عليه.. إنه لا يفتش إلا عن أمن بلاده), وبعد وفاته قال تشي جيفارا: اقسمت امام صورة ستالين ناعياً اياه أنني لن يهدأ لي بال حتى أرى أخطبوطات الراسمالية قد دمرت... ويرى برنارد شو أن ستالين (أحد أعظم الشخصيات السياسية في أوروبا)... وحتى بيكاسو رسم له لوحة بعد وفاته.
ربما كان يلخص حياة هذا الرجل قول تشرشل رئيس وزراء يريطانيا: (ستالين من أعظم رجالات الدولة.. علينا أن لاننسى أنه ترأس روسيا وفي يدها محراث خشبي ورحل عنها وفي يدها قنبلة ذرية).
كتبت مجلة دير شبيغل الألمانية حول قصة موت ابن ستالين: كان ياكوف الإبن الأكبر لستالين برتبة ملازم عندما هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفييتي في حزيران 1941 وهو آمر مدفعية في الفوج الذي تم دفعه على عجل نحو الجبهة, وعندما اتصل ياكوف بوالده مودعاً قال له ستالين "إذهب وقاتل".. وفي القتال سقط الإبن أسيراً بيد الألمان ومات بمعسكر الاعتقال بعد أن رفض والده إدراج اسمه في أي تبادل للأسرى. (ستالين رفض مبادلة ابنه الملازم بجنرال ألماني).
قال عنه خليفته خروتشوف الذي لم يكن يحبه: تعلم ستالين القراءة من خلال الكتاب المقدَّس, وكم كانت والدته حزينة لأنه لم يلتحق بالرهبنة حتى بعد أن صار زعيماً لروسيا!
****
لقد سمح لي الحظ والظروف عام 2011 بزيارة مكتب ستالين في طرف موسكو والذي كان يقود منه الحرب مع ألمانيا النازية. وكم تمنيت وأنا أستند إلى طاولته لو كان حياً لأصافح رجلاً قاد بلاده نحو العظمة.