كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. "عبود السراج".. بصمة مميزة في القانون والفلسفة

 

مالك الجاسم– دير الزور- فينكس

دخل الدكتور "عبود السراج" التاريخ من أوسع أبوابه، فباتت شهرته تسبقه، وهو الذي نهل علم القانون وأبدع فيه، وأبحر في بحوره الواسعة ليكون خير سفير لوطنه "سورية"، ولمدينته "ديرالزور" حاملاً معه رسالة إنسانية.

وخلال حديثه لمنصة "فينكس" الأحد 23 / 1 / 2022 يقول "السراج": أنا من مواليد "دير الزور" /١٩٣٦/ وقد ساعدتني مقدرتي وتمكني من اللغة العربية في هذا التفوق، ولدي ميول وحب لمادة الفلسفة، وفي أثناء مراحلي الدراسية كنت أشارك في النشاطات الطلابية، وصعدت المنبر أكثر من مرة.

ويتابع: درست الحقوق والفلسفة في جامعة "دمشق"، ومارست المحاماة في "دير الزور" بين عامي 1960/ 1962، ثم عينت قاضياً في مجلس الدولة، وانتقلت بعدها للعمل معيداً في كلية "الحقوق"، إلى أن تم إيفادي إلى جامعة "السوربون" في "باريس" عام 1965 وحصلت فيها على ماجستير في القانون الجزائي، وماجستير ثان في القانون المدني، ودبلوم ثالث في العلوم الجزائية، إلى أن نلت درجة دكتوراه الدولة في "الحقوق" عام 1971 بدرجة الشرف الكبرى، وتلقيت تهنئة المحلفين، وتم التوجيه بطبع رسالة الدكتوراه التي قدمتها على حساب جامعة "باريس"، بعد أن نلت جائزة أفضل رسالة لعام 1971.

ومنذ الأيام الأولى لبدء المحاضرات كان هناك إقبال شديد من الطلاب، خاصة بعد أن أدخلت إلى الخطة التعليمية الدراسات العملية، وزيارات المحاكم والسجون، ومختلف الدوائر القضائية، ثم عملت في جامعة "الكويت" منذ العام ١٩٧٦ حتى عام ١٩٨٠، وبعد عودتي إلى جامعة “دمشق" كلفت من قبل الجامعة الأردنية في "عمان" بتدريس الماجستير والدكتوراه فيها يوماً واحداً في الأسبوع في الفترة من عام ١٩٨٠ حتى عام ١٩٨٨.

وفي عام ١٩٩٤ تم تعييني أستاذاً "بكرسي" في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية في "بيروت" للتدريس في قسم الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، وذلك إلى جانب التدريس بجامعة "دمشق"، وفي هذه الفترة كنت أسافر إلى "لبنان" أسبوعياً يومي الخميس والجمعة على مدى ٢٥ عاماً، مع الإشارة إلى أن جامعة "جدارا" في "الأردن" كلفتني بتدريس طلاب الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه لمدة /٣/ سنوات، في الفترة من عام ٢٠٠٦ وحتى عام ٢٠٠٩، وكنت أسافر إليها كل يوم سبت أسبوعياً.

وفي هذه الأثناء كنت أزور بشكل سنوي جامعة "السوربون" في "باريس" وعدداً من الجامعات الفرنسية لإلقاء محاضرات فيها، وقمت بزيارات إلى الجامعات الأميركية سنوياً للمشاركة في الندوات والمحاضرات فيها، وأذكر منها جامعة "نيويورك"، وجامعة "واشنطن" و"جورج تاون" و"هارفارد" والجامعة الأميركية في "واشنطن".

سراج داخلية

ويتابع: خلال عملي في ميدان الحقوق ترأست قسم القانون الجزائي في كلية "الحقوق" مدة /٢٥/ عاماً، ثم عينت عميداً لكلية "الحقوق" منذ عام 1999 حتى عام 2003، كما عملت منذ عام 1982 محاضراً في جامعة "نايف" العربية في "الرياض"، وجامعات وكليات الشرطة في كل من "دبي"، و"أبو ظبي"، و"الشارقة"، و "قطر"، و"الكويت"، وعملت خبيراً عربياً في جامعة الدول العربية منذ عام 1974 لقضايا القانون الجزائي الدولي والجريمة والمخدرات والإرهاب والفساد، وكذلك عملت خبيراً دولياً في "الأمم المتحدة" منذ عام 1990 وترددت على فروعها في "نيويورك" و"النمسا" و"جنيف" و"باريس"، لقضايا حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وغسل الأموال والفساد، والمحكمة الجنائية الدولية، وترأست المجموعة العربية في إعداد بعض الاتفاقيات الدولية من قبل الأمم المتحدة.

شارك د. "سراج" فيما يقارب /١٠٠/ مؤتمر وندوة علمية عقدت في بعض الدول العربية والإسلامية، وفي "أوربا" و"أسيا" و"أفريقيا" و"أميركا"، وحصل على وسام "السعفة" الأكاديمية بدرجة "فارس" من الحكومة "الفرنسية"، وتم تقليده هذا الوسام في حفل أقيم في السفارة الفرنسية في "دمشق" بتاريخ ١٢/ ٦/ ٢٠٠٥.

كما شغل منصب رئيس مجلس أمناء جامعة "الجزيرة" الخاصة في "دير الزور"، وله مجموعة كبيرة من المؤلفات المنشورة في التشريع الجزائي الإسلامي، والقانون وعلم الإجرام وعلم العقاب، وله ما يقارب /١٠٠/ بحث منشور في مجلات علمية، وفي ندوات ومؤتمرات علمية عقدت في مختلف دول العالم.

الأستاذ الدكتور "طه الخليفة" رئيس جامعة "الفرات" وخلال حديثه لمنصة "فينكس" الأحد 23 / 1 / 2022 قال: نفتخر بالدكتور "عبود السراج" بأنه أحد أبناء هذه المحافظة التي أنجبت الكثير من القامات العلمية والأدبية والثقافية، وكان لها الأثر الكبير في حضورها على أعلى المستويات العربية والعالمية.

أما المهندس "عامر السراج" نقيب المهندسين في "دير الزور" فقد قال بتاريخ 23/ 1/ 2022: "عبود السراج" وحده تاريخ، ويحتاج لصفحات كثيرة ليوثق مسيرة حياته، فقد أبدع في مجال عمله، ووصل من خلاله إلى العالمية، والمعروف عنه علاقاته الجيدة، وطيبة قلبه، ودماثة خلقه، ومساعدته للآخرين، ويحلو لنا الجلوس معه لجميل كلامه، وهو مخزون من المعلومات.

ومن جانبه الصحفي "عمار كمور" قال بتاريخ 23/ 1/ 2022: عملت مع الدكتور "عبود السراج" لسنوات عدة أثناء عملي في جامعة "الجزيرة الخاصة"، يتمتع بحكمة كبيرة في العمل، ومتابعة دقيقة لأدق التفاصيل، ويملك سياسة معينة في العمل، إضافة إلى ما ذكرت فهو مخزون ثقافي وعلمي، واعتز بأني عملت مع هذه القامة العلمية الكبيرة والتي شغلت العديد من المناصب، وبات اسماً معروفاً على الساحة العربية والدولية.

إذاً يعتبر د. "عبود السراج" من الشخصيات التي تركت بصمةً مميزةً على الساحة العلمية السورية، ومخزوناً ثقافياً وعلمياً، وقامة هامة مثلت "سورية" في العالم خير تمثيل.