كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اللواء توفيق نظام الدين كما يراه نصر شمالي

كتب نصر شمالي:

من الشخصيات العربية السورية التي لا تنسى، اللواء توفيق نظام الدين، رئيس هيئة الأركان العامة ثم القائد العام للجيش والقوات المسلحة العربية السورية، في النصف الثاني من الخمسينيات..
واللواء توفيق نظام الدين (1911-1998) من مواليد منطقة القامشلي.. وقد تميز رحمه الله بالاستقامة والنزاهة ونظافة القلب واليد، وبالإخلاص لموطنه سورية، وللأمة العربية والنضال من أجل تحقيق الوحدة العربية..اللواء توفيق نظام الدين مع الرئيسين شكري القوتلي و خالد العظم
وهو من الضباط الذين تمردوا وانشقوا بقطعاتهم عن الجيش الفرنسي المحتل في العام 1945، ومن المؤسسين للجيش العربي السوري..
وفي عهود ما بعد الجلاء كان منحازاً دائماً للشعب ضد الاستبداد، فقد استقال من الجيش في عهد الرئيس أديب الشيشكلي معارضاً إلغاء الحياة الديمقراطية البرلمانية في سورية، وعاد إلى الجيش بعد رحيل الشيشكلي وعودة الحياة الديمقراطية..
وهو من الذين تفاوضوا مع الرئيس جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة المصرية السورية، إنما على أساس فيدرالي، علماً أن عبد الناصر كان يريدها وحدة فيدرالية، ثم تطورت الأحداث لتجعلها وحدة اندماجية..
وفي تقاعده، منذ نهاية الخمسينيات، كان مثال البساطة والتواضع في حياته الخاصة في دمشق، يعيش على راتبه التقاعدي وعلى ما يأتيه من ممتلكات العائلة الزراعية في منطقة الجزيرة..
ولم أكن على معرفة مباشرة به، لكني شاهدته عدة مرات وهو يتمشى في الطريق في منطقة المالكي، فكنت أتابعه بنظري من بعيد باحترام يليق به، لمعرفتي بأخلاقه العالية، وبوطنيته وعروبته (وهو من أصول كردية)..اللواء توفيق نظام الدين مع العقيد الشهيد عدنان المالكي
ويوم وفاته في العام 1998، توجهت وحدي مساء إلى بيته لتقديم واجب العزاء، ولم يكن يوجد لحظتها سوى عدد قليل من المعزًين لم أعرف منهم أحداً.. ولا أنسى أبداً حفاوة استقبال ابن أخيه المرحوم إحسان نظام الدين، وإكرامي بملازمتي فترة تواجدي في التعزية، رحمه الله.
في الصورة الثانية، اللواء توفيق نظام الدين في حفل رسمي عام إلى جانب الرئيسين شكري القوتلي وخالد العظم، وفي الصورة الثالثة مع الشهيد العقيد عدنان المالكي، رحمهم الله جميعاً ولهم طيب الذكر دائماً)