كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

طرطوس تودع "سليم الحامض" أكبر معمريها عن عمر ناهز 128 عاماً

 طرطوس- رنا الحمدان- فينكس: 

ودعت محافظة طرطوس، منذ 6 أيام، السيد سليم الحامض أكبر معمر فيها، وقد يكون أكبر المعمرين في سورية، عن عمر ناهز (128) عام قضاها بالصلاح والتقوى تاركاً وراءه أكثر من 100 حفيد. أما الوفاة فكانت طبيعية بسبب الشيخوخة والكبر فقط، حيث تمتع المرحوم بصحة جيدة وبقيت قدراته العقلية جيدة حتى آخر يوم من حياته، ولم يزر الطبيب إلا نادراً، وكانت أول مرة يذهب إلى طبيب في عام 2017 بسبب تعرضه لارتفاع بسيط في ضغط الدم.

أما تاريخ مولده، حسب الهوية الشخصية، فيعود إلى عام 1893م من قرية "مرشتة" المجاورة لقرية "العلية" التابعة لريف منطقة "القدموس"، سليم الذي لم يتلقَّ تعليمه في المدارس وتعلم كغيره من أبناء جيله على يد الكتاب في القرية، كان مثالاً للأدب والحكمة والكرم في قرية العلية التي عاش فيها، وأصل العائلة يعود إلى الجد الأكبر "حامد"، لكن بسبب خطأ في قيد النفوس كتبت وأصبحت "الحامض"، وقد تزوج المرحوم سليم مرتين: الأولى- وجيهة والتي توفيت بعمر الخمسين تقريباً بعد أن أنجبت خمس بنات. أما الثانية- فاسمها حبابة و توفيت العام الماضي عن عمر قارب التسعين عاماً ولديه منها ابنين هما "محمد" الموظف في مصفاة "بانياس"، و"علي"   في الجيش العربي السوري.

وعن عمره وكيف قضاه، يشير حفيده باسم إبراهيم من ابنته، إلى أنه كان يعمل بالأرض والزراعة حتى تقدم في السن، حيث بات يكتفي بالأعمال البسيطة، مضيفاً أن جده كان معروفا على مستوى منطقته بكرمه ومنزله المفتوح للجميع ورجاحة رأيه، حيث كان يساعدهم بحل مشاكل تحديد أراضيهم ومشاكلهم العائلية في أحيان أخرى، كما تميز الجد بكثرة الحمد والتسليم لله في السرّاء والضراء، حيث لا ينسى أولاده يوم فجع بوفاة اثنين من إخوته في يوم واحد إثر تعرضهما عام 1982 لحادث أليم في مصفاة بانياس.

وبشكل عام، كان سليم دائم الابتسامة والرضا والتفاؤل كما يذكره الأبناء والأحفاد، عاش ببساطة وسلام، و عاصر أواخر فترة الاحتلال العثماني والسفر برلك وما رافقها من ظلم وقسوة وتجويع، كما عاصر زمن الاستعمار الفرنسي، وشارك في ثورة الشيخ "صالح العلي" التي مثّل "ريف القدموس" أحد أهم معاقلها، فعمل مع رجال ثورة الشيخ كدليل ومراقب لدوريات الفرنسيين كونه يعيش في منطقة مرتفعة كاشفة جميع الطرق التي تصل ريف "القدموس" بريف "بانياس".. فيما لم يسمع بالحرب التي تعيشها البلاد حالياً إلا بعد سنوات من بدايتها، و حينها علق بيقين وإيمان بأن "سورية" ستنتصر على كل من كل من يريد بها شرا.

أما عن سر الصحة والعمر المديد، فيرى الحفيد أن الموضوع قد يكون وراثياً، لأن والد جده كان قد توفي بعمر يقارب ال 125 عاماً مع تمتعه بالصحة الجيدة حتى آخر أيامه أيضاً.