كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قلعة "العريمة" عبق تاريخ تليد و تنتظر الترميم

فادية مجد- فينكس:

بموقعها الجميل والمشرف على سهل عكار، حيث سحر المكان والطبيعة الخلابة التي تتعانق فيها الخضرة والبحر بلوحة ربانية ولا أجمل، وعلى رأس تلة محاطة بأشجار السنديان والبلوط المعمرة الى الشمال الغربي من منطقة الصفصافة التابعة لمدينة طرطوس، تربض قلعة العريمة التاريخية، بمابقي منها من سور وبرج هي الباقية كذاكرة لماض وتاريخ تليد، كانت شاهدة عليه، تنتظر من يميط اللثام عن أسرارها، ويعيد شبابها، بترميم يبقيها عروس القلاع، وقبلة لزوارها من كل مكان.سعد علي من مديرية الاثار
لمزيد من المعلومات عن القلعة وسبب تسميتها، واللمحة التاريخية عنها وأقسامها تواصلنا مع رئيس شعبة التنقيب في مديرية آثار طرطوس سعد علي والذي أفادنا قائلاً: أصل التسمية باللغة العربية الفصحى حسب معجم لسان العرب لابن منظور هو مصغر لكلمة عرم وعريم والعرم هو الشدة والحدة والكثرة، أو اللونان المختلطان، والعريم تعني المزرعة جمعها عرمان والعرمة هو متكدس وارتفع، وبذلك يكون معنى التسمية هو القلعة الحادة الصلبة الشديدة، المبنية بحجارة مختلطة مابين البيضاء والسوداء.
أما عن موقعها، فأشار الى أن قلعة العريمة تبعد عن مدينة طرطوس 25 كم باتجاه الجنوب الشرقي على يسار الطريق العام الذاهب إلى مدينة حمص قرب دير مار الياس، متربعة على هضبة تتحكم من خلال موقعها بمدخل وادي نهر الأبرش والسهل العريض المتاخم الذي يجتازه النهر الكبير الجنوبي.
و في اللمحة التاريخية يقول علي: كانت قلعة العريمة جزءاً من منظومة التحصينات الممتدة من طرابلس حتى انطاكية، وصلة الوصل بين صافيتا و أرواد وطرابلس، إضافة الى أنها تقع على خط التواصل مع القلاع الأخرى كبرج صافيتا وقلعة يحمور وقلعة أرواد والمرقب وغيرها من القلاع الساحلية. مبيّناً أن أهميتها تكمن في كونها تشرف على أوسع السهول الخصبة في الساحل السوري، وتتحكم بالطرق التي تصل مابين الداخل والساحل والشمال والجنوب.قلعة العريمة2
وأضاف: يستدل من التسمية القديمة لها أنها شيدت فوق مستوطنة أقدم، إلّا أن التعرّف على تاريخها الأول غير ممكن قبل القيام بأعمال تنقيب وسبر أثري. وأضاف علي: أول ذكر لها هو تاريخ انتقالها من يد مالكيها الطرابلسيين إلى الكونت برتران دوتولوز ثم إعادتها إلى طرابلس، وقد استقر فيها ابن أدفونش ملك السلاجقة، كما سار إليها نور الدين محمود بن زنكي ومعين الدين وقد أمدهم سيف الدين مع الأمير عز الدين أبي بكر الدبيسي وضربوا الحصار عليها وزحفوا إليها أكثر من مرة، كما تقدم إليها أيضاً النقابون، فنقبوا السور فاستسلم الفرنجة وفيها ابن أدفونش بعد أن ضرب الحصن فيها.
كما شهدت قلعة العريمة غارة عليها من قبل صلاح الدين سنة /584هجرية/ ومن المحتمل أنها بقيت بيد الداوية (هي جماعة اسلامية كانت تقاتل على شكل مجموعات فدائية ضد الاحتلال الصليبي للمنطقة) حتى نهاية الوجود الإفرنجي في المنطقة.
ولفت رئيس شعبة التنقيب في مديرية آثار طرطوس الى أن القلعة قد تم تسجيلها أثرياً بالقرار 136/أ لعام 1976م.
وعن الوصف المعماري للقلعة، أوضح أنها تتألف من قلعة سفلية فسيحة يحيط بها سور خارجي واحد، ويقسمها جدار قائم عرضاني من وسطها تقريباً وقلعة علوية أشد تحصيناً شمالي الأولى، يفصلها عن باقي أرباضها قناة عميقة، وتنتصب بالقرب من مركزها قليعة (قصر مستطيل الشكل ذو أبراج زاوية محاطة بفناء أمامي مسور بسيط الشكل يتماشى مع شكل الأرض).
منوهاً الى أن القلعة متهدمة بالكامل، يوجد منها بقايا السور والأبراج فقط.
وبخصوص إمكانية ترميم قلعة العريمة أكد علي أنه بما يخص أعمال الترميم فيها لم يتم أي أعمال فيها، ولكن في المستقبل سيتم طرح دراسات للترميم عند توفر الاعتمادات المناسبة.