كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ما حدث في لبنان ليس اختراقاً معلوماتيَاَ ولا سبقاً تقنيًاَ

عمرو سالم

ما حدث أول أمس وأمس في لبنان الحبيب، ليس اختراقاً معلوماتيَاَ ولا سبقاً تقنيًاَ.
و كفى تهويلاً وإثارةً للرعب بين الناس.
يمكن باحتمال ضئيل جداً لبطاريات الليثيوم الصغيرة أو الكبيرة أن تنفجر، لكن ذلك يحدث إما من خلل موجود في البطارية أو من وجود البطارية في مكان حار جداً أو من خلل في دارة الشحن بحيث لا تتوقف عن الشحن عند امتلاء البطارية.
انفجار بطارية البيجر أو الهاتف الخليوي أو جهاز اللاسلكي هو أشبه بحريق لا يؤذي إلا محليًاً ولا يمكنه إحداث الاذى الذي شاهدناه.
الجهاز اللاسلكي الذي يمكن المستخدم من مراقبة بطارية منزله أو منشأته لا يمكن أن يؤدي إلى انفجار البطاريَة. وهو متصل بالانفيرتر وليس البطاريًة، وهو لا يمكنه أن يرفع درجة حرارة البطارية ولا تفجيرها.
التقنية المستخدمة موجودةٌ منذ عشرات السنين وقبل الهاتف الجوال والبيجر.
إنه ببساطة حشوةٌ ناسفةٌ موجودةٌ في اي جهاز له تغذية دائمة من بطارية أو أي مصدر كهرباء آخر وفيه اتصال لاسلكي. يتم بث رسالة أو تردد معين يجعل هذه الحشوة تنفجر.
الاختراق الذي حصل أمس واليوم والذي يمكن ان يحدث، لا سمح الله، هو عبارةٌ عن خيانة واضحة ممن قام بتزويد هذه الأجهزة بالحشوة، والتقصير بفتح وفحص نموذج منها قبل استعمالها للبحث عن أية عبوات داخلها.
وهنا اعيد ما كنت أقوله و قوبل سخرية من بعض الموالين والمعارضين وحتى من بعض الجهات المعنية التي تناقشت معها في أوقات مختلفة.
وهي أنك لا تستطيع ان تتعامل مع فاسد يخدمك لأنه (فلهوي) فهذا لص ويبيع نفسه لمن يدفع السعر الأعلى.
وقد قلت مراراً أن من يعتمد عليه في أيَ عمل مهمًٍ في الدولة لا بد وأن يكون مؤهَلا، ومخلصاً إخلاصاً مطلقاً.
كما قال الله تعالى: (يا أبت استأجره إنَ خير من استأجرت القويَ الأمين).
وعندما قلت أنني وزير السيًد الرئيس قبل الوزارة وفي الوزارة وفي البيت وفي القبر، تلقفها الفاسدون بسخرية او اعتبرها البعض تزلفاً أو خنوعاً.
ومنعهم فسادهم وخنوعهم من فهم الرسالة التي كنت أقصدها.
الرسالة هي أنَ الإخلاص للبلد ولولي الأمر يجب أن يكون مطلقاً، ليس فيه ذرةٌ من تهاون، ولا يكون مبنيَاً على المزايا التي يحصل عليها الإنسان من ولي الأمر. ولا يكون مشروطاً بشيء ولا يتغير حتى الموت.
قال الله تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وهذا أمر مطلق ليس مشروطاً بشيء ولا بظرف ولا يتعلق بالعاطفة.
وهو يفرض الطاعة لولي الأمر حتى لو اختلف الإنسان معه وحتى لو كان ظالماً، فنتائج خيانة الأمانة كارثية.
وأنا أقول هذا كي نتقي تكرار ما حصل أول أمس وأمس وما سيحصل لا سمح الله.
ترديد الشعارات والتمجيد ليس إخلاصاً ولا طاعةً. بل نفاق وخداع.
وأنا أعلم أن نسبةً لا بأس بها من المسؤولين لا يحبونني وأنهم يقولون أنني صريحٌ زيادة عن اللزوم وأن تصريحاتي إشكاليًة. لكن تلك الاتهامات ليست مهمَةً بالنسبة لي.
المهم أن نتعلم جميعا من الدرس القاسي والدروس القاسية الكثيرة التي تسببت بها الخيانات والاستهتار وإفشاء الأسرار الهامة.
وأنا من أكثر الذين رفعت ضدَهم التقارير الكاذبة وألقيت التهم الحقيرة والإشاعات ضده على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الحقً يظهر في كلَ مرًة دون عناء. لأنني لا أفعل ما أفعل رياءً ولا مصلحةً ولا أقصد فيه إلًا وجه الله. الذي أرجو أن آتيه بقلبٍ سليم.
ما حدث ليس انتصاراً معلوماتيَاً ولا تكنولوجيَاً. فتلك العبوات صغيرةً أو كبيرةً لا تحتاج إلى بيجر ولا بطارية ليثيوم ولا هاتف ذكي ويمكنها أن تزرع في سيارة أو غسالة أو هاتف أرضي أو خزانة ذاهبة إلى جهةٍ مستهدفة.
والجريمة خيانة وتقصير. الخيانة بتسهيل زرع العبوات أو بإفشاء الجهة التي تذهب إليها الأجهزة.
فانتقوا من حولكم، لأن من يقوم بالطعن يجب أن يكون قريباُ وموثوقاً.
وما لم يتم التعامل مع مخلصين فسوف تتكرر الكارثة.
أمًا إذا أردتم معرفة التقدًم التكنولوجي، فهو أن يقوم جهاز فيه ذكاء اصطناعي بتفجير نفسه إذا سمع صوت من يحمله أو صورته وكان من يحمله مستهدفاً.
وبالنسبة للإخوة المواطنين: لا تتركوا بطاريات الطاقة الشمسية في مكان حار دون تهوية كافية أو تبريد إذا تطلب الأمر.
ولا تسخدموا الهاتف الذكي أثناء الشحن أو تتركوه في الشمس.
ولا تشتروا إلا نوع بطاريات معروفة وابتعدوا عن المهرب.
أمَا التخويف وطلب إزالة اللاسلكي من الانفيتر، فهو كلام تافه لا صحة له.
وإذا لم يكن أخد قد زرع مادة ناسفة الجهاز لا يمكن لأحد أن يفجرها بشكل قاتل عن بعد.