كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تفجيرات البيجر

د. م. محمد رقية- فينكس

إن الهجوم الإلكتروني الصهيوني الذي أدى الى تفجير أجهزة البيجر بأيدي المواطنين في لبنان، والذي لم يميز بين مدني وعسكري هو جريمة نكراء واعتداء سافر على لبنان حكومة وشعباً، راح ضحيته آلاف الجرحى المدنيين والعسكريين من مختلف المناطق بمن فيهم السفير الايراني.
إن الهدف الأساسي للعدو من هذا الاعتداء الجبان هو فرض حالة احباط نفسية كبيرة بين المواطنين، ورفع معنويات جيشه المنهار ومستوطنيه الذين يجوبون الشوارع ضده. يجب التصدي له والرد عليه بالمستوى نفسه.
إن مثل هذا الهجوم الجبان يرقى الى استخدام هجوم نووي تكتيكي على الشعب، لأن ضحاياه من كل فئات الشعب بمختلف المناطق، ويجب على العالم الحر إدانة هذا العمل الاجرامي والوقوف بحزم ضد هذه الطغمة الحاكمة في فلسطين المحتلة.
من ناحية أخرى نرى ان العدو الصهيوني خسر ورقة أمنية كبيرة كانت بحوزته بهذا العمل الجبان، وبتقديرنا ان هذا الاختراق تم بالتعاون مع الولايات المتحدة والدول الغربية التي لديها القدرة على كشف شيفرات هكذا أجهزة.
وفي هذا الصدد قال مؤسس شركة غولد أبولو التايوانية إن الشركة لم تصنع 17 أيلول 2024أجهزة "بيجر" التي استخدمت في التفجيرات في لبنان يوم الثلاثاء.
وقال إن الأجهزة المستخدمة في الانفجار صنعتها شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.
وأوضح مؤسس الشركة أن شركته وقعت اتفاقاً قبل ثلاث سنوات مع شركة أوروبية تدعى بي إي سي "BAC"، يمنحها ترخيصاً بتصنيع الأجهزة واستخدام اسم الشركة. وقال إن شركته كانت أيضا ضحية.
وفي بيان صدر عن الشركة أشار إلى أن "أجهزة البيجر المستخدمة في تفجيرات لبنان، صنعت في شركة بي إي سي للاستشارات ومقرها العاصمة المجرية بودابست... وتصميم وتصنيع المنتجات يجري بالكامل بواسطة هذه الشركة.
وحسب معلومات خبراء الالكترونيات، فإن الأجهزة المخترقة قد تم تفجيرها عبر سوفت وير يؤدي الى رفع درجة حرارة بطارية الليتيوم في الجهاز الى درجة الانفجار. 
إلا أن ميكو هيبونين، المتخصص في الأبحاث في شركة البرمجيات WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في البوليس الأوروبي، قال "من المرجح أن تكون هذه الأجهزة معدلة بطريقة ما لتسبب هذه الأنواع من الانفجارات، ويشير حجم وقوة الانفجار إلى أنه لم يكن البطارية فقط".
من جانبها، قالت ديبا كوندور، أستاذة الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة "تورنتو"، أنه "في مثل هذا النوع من الهجمات، سيخترق الجاني المراحل الأولية في سلسلة توريد جهاز الاستدعاء، لتصنيع مكون أساسي مع شحنة مواد متفجرة مدمجة، دون علم البائع النهائي".
ولفتت إلى أن "المكون المتفجر يمكن أن يبقى في الجهاز لشهور أو سنوات قبل تفجيره عند تلقي رسالة تؤدي إلى تفعيل الجزء المعدل".
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء 18 أيلول 2024، أن الانفجارات أدت إلى سقوط 9 أشخاص وإصابة 2750 حتى الآن، مشيراً إلى أن 200 من المصابين بحالة حرجة.
وهنا يطرح سؤال هل يمكن تكرار الامر نفسه على الموبايلات او الكمبيوترات المتصلة بالانترنت عند معرفة شيفراتها؟
نعم هذا الأمر ممكن من حيث المبدأ ولكن لا تسمح به الشركات المصنعة كي لا تخسر أسواقها في العالم ويتوقف انتاجها وتعم الفوضى.