كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

نصر شمالي متذكراً عدنان بغجاتي وعميد خولي

نصر شمالي

لأنني اقتنعت أن مهمتي في الحياة هي فهم الناس ومساعدتهم، لا محاكمتهم ومعاقبتهم، أقول.. رحل يوم أمس عن الدنيا الأستاذ عميد خولي، الصحافي المتميز، والصديق الوفي المخلص، والرفيق السابق لنا حتى خريف العام 1970 (الصورة العليا) فهو كان رفيقنا جدياً وعملياً حتى الإنقلاب، لكنه استمر في العمل مع العهد الجديد، واحتفظ صادقاً بصداقته لي ولأمثالي من رفاقه السابقين ما أمكنه ذلك!
وللعلم فإن الأكثرية الساحقة في الحزب وفي المنظمات الشعبية كانوا رفاقنا عن قناعة قبل الانقلاب، ومعظم من استمر منهم بعده في العمل السياسي العام بقوا أصدقاء لنا مخلصين صادقين، وعلى سبيل المثال أذكر منهم المرحوم الأستاذ عدعدنان بغجاتي صحفي سوري قديمنان بغجاتي (الصورة الثانية) الذي كان رفيقنا في عهدنا وصار وزيراً في العهد الذي انقلب علينا، وقد التقيته في السبعينيات على الرصيف مصادفة، أمام المبنى القديم لمجلس الوزراء خلف البنك المركزي، وكان يهم بامتطاء سيارة الوزارة، وعندما رآني أسرع يسلم علي ويقبلني بحرارة وبصدق وهو يعرف أنني خرجت قبل أيام من السجن!
قال لي بنبرة أسى ومن دون أن أسأله أو أن أعاتبه: "هل تعرف لماذا قبلت بالعمل معهم؟ لأنني أعرف أن من يذهب لا يعود أبداً.. وإن الحياة تستمر"!
أما عميد خولي فقد قال لي بعد خروجي من السجن: "أنت تعرف إمكانياتي وحدودها، فاطلب مني ما تشاء مما تعرف أنني أستطيعه"!
رحمهما الله.