كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في الذكرى ١٠٦ لوعد بلفور

محمد ابراهيم- فينكس

مازال الدخان الأبيض لوعد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيةعام ١٩١٧ يتصاعد وينفث سموماً في الاتجاهات كافة، ومازالت متغيرات الوعد وثوابته تتفاعل وتتلاعب بقوى ومواقع عالمية واقليمية.
فمازال ثابت الوعد متمثلاً ببريطانيا والولايات المتحدة وحكّام عرب سمحوا بهجرة يهود من أوربة والعالم الى فلسطين والسيطرة عليها عنوة، فيما أصبح المتغيّر في مرحلة ثالثة من التنفيذ.
فبعد انجاز المرحلة الاولى من الوعد بهجرة يهود الى فلسطين واستيطانهم فيها.. وبعد تنفيذ المرحلة الثانية بزعزعة أركان دول وشعوب عارضت الوعد شكلاً ومضموناً ووهماً وحقيقة، وهجرة كفاءات عربية الى الغرب لتعويض نقص اليد العانلة وحالة هرم السكان وافراغ البلاد العربية من قواها الحيّة.. دخلت المنطقة العربية المرحلة الثالثة من وعد بلفور بمحاولة تهجير سكان غزة الى سيناء ولاحقاً سكان الضفة الغربية الى الأردن. والهيمنة على المنطقة بموقعها وثرواتها وأسواقها، وحرمان دول وقوى منافسة للغرب من دفء طاقة المنطقة العربية وثرواتها.
فموقع المنطقة العربية وطاقتها الشمسية والاحفورية خاصة المكتشفة حديثاً في جيولوجيا قاع الحوض الشرقي للبحر المتوسط يسيل لعاب اوربة عليها بعد الحرب الروسية الاطلسية في اوكرانيا، كما يسيل لعاب واشنطن على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، فوقع الاختيار على سواحل غزة لاستخراج نفط وغاز سواحل غزة من جهة، وضرب اسرائيل منظمات جهادية فلسطينية وعربية من جهة ثاتية وفرض شروطها في سلام مزعوم قادم مع أطراف عربية من جهة ثالثة، واستثمار قطاع غزة كموانيء ومطارات وسكك حديد لإنجاز طريق تجاري من الهند إلى دول الخليج ومنها الى اسرائيل والمتوسط والغرب وادخال اسرائيل في النسيج الخليجي والعربي من جهة رابعة، وضرب مشروع الصين حزام واحد طريق واحد في ظل التنافس القائم بين واشنطن وبكين من جهة خامسة، والاجهاز على ما بقي من قوى اقليمية معارضة للغرب وتسليم المنطقة العربية الى إسرائيل وربما تركيا من جهة سادسة.
لكن هل تم التدقيق في الحسابات وحجم الربح والخسارة؟!
المنطقة العربية على فوهة بركان، وبراميل البارود ممتدة من فلاديفوستوك الى تايوان واللاذقية وهي تحت زناد موسكو وبكين وحلفائهما، والمطرقة الاسرائيلية الأمريكية تنهال بعنف شديد على السندان العربي.
فهل تنقلب ثوابت وعد بلفور إلى متغيّرات؟ والمتغيّرات إلى ثوابت؟ أم ستدخل المنطقة العربية مرحلة ملحقات وعد بلفور واستمرار العرب بتسديد فواتير كلفة أي حدث ولو كان على المريخ؟
الحذر واجب في الأيام والأسابيع القادمة، فمازالت قوى المنطقة والمتنافسين عليها يمتلكون مقومات البقاء والفناء في صراع مفتوح على الاحتمالات كافة.