كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

جبور يدعو أمين معلوف للعمل معا على تحويل الأسف البابوي عن حروب الفرنجة إلى اعتذار

د. جورج جبور- فينكس

أمين معلوف الأكاديمية المجمع.… وسؤالا المعنى والإستجابة.
بالفرنسية كتب الأديب أمين معلوف ابن الصحفي اللبناني رشدي المعلوف الذي كنت أقرأ له زاوية على الصفحة الأولى من إحدى الجرائد. كان عنوان الزاوية: "بالمختصر المفيد.".
وبالمختصر المفيد أقول كان للأكاديمية الفرنسية أثر ليس في صقل اللغة الفرنسية، بل أيضا في بلورة مفهوم الأمة الفرنسية المبني على اللغة وعلى الإرادة.
وحين انتهى الحكم العثماني في بلادنا ومع تطورات الوضع السوري بدأت معالم نظريات عن وحدة العرب. برز اسم مفكر مرب يتكلم العربية بلهجة تركية هو ساطع الحصري إداري سياسي هو ومرب مدرب في فرنسا. له يد طولى في إنشاء "المجمع العلمي العربي بدمشق". أنشأه متأثرا بالأكاديمية الفرنسية.
أمين معلوف والأكاديمية زينة أخبار أيامنا منذ أمس.أمين معلوف
وأمين معلوف حاز اعجابنا بما كتب عن حروب الفرنجة رغم أنه لم يأت على ذكر البابا الذي دعا إليها. كتابه ممتاز لا تنتقص ملاحظتي من امتيازه. بل لعلها تشير إلى دبلوماسية الأديب اللبناني دبلوماسية متعارف عليها.
سؤال في الذهن: أما نفرح به؟ أما نهنئه؟ التقيت بالأديب الكبير ذات يوم في باريس. ربما في معهد العالم العربي، تعارفنا تبادلنا كلمات عادية. أهنئه اليوم على هذه الصفحة التي أرجو أن تصله. ولها حظ في الوصول. حيث كتب إلي قبل لحظات د. وسيم الأحمر من تلفزيون فرانس 24 معلقاً على نقطة فيما نضدت.
سؤال في الذهن. بين سورية وبين فرنسا ما نعلم منذ أكثر من عقد. هل نشارك لبنان فرحه بابن له أصبح عميد لغة الفرنجة؟ هل نستخلص أن في الأمر دعوة خفية لإضعاف شعور ما؟ ما لتقوية شعور ما؟ أم أن الأمر طبيعي فهو جائزة مستحقة لكاتب؟
أسأل، ومن الجميل أن نتساءل معاً، وأن نحاول الوصول إلى إجابات جادة وإن كانت متباينة.
في كل حال، ما جرى في الأكاديمية حدث ثقافي عالمي هام يندرج في تيار --- هل أقول ترند؟---- تنامي ثقافة إنسانية مرحبة بتنوع يحمل عناصر انسجام.
*******
خليل سمعان وأمين معلوف ومشروع يصح العمل لإنجازه عام 2025
أ. د. جورج جبور.
صاحب رسالة إلى قداسة البابا بشأن حروب الفرنجة عام 1992.
أهنيء الأديب الكبير أمين معلوف وأهنيء لبنان بما جرى مؤخرا.
خبر مفرح تولي أحد المعاليف مهمة عالية القدر بصفته شخصاً أول في اللغة الفرنسية.
وأقول أحد المعاليف في إشارة إلى ما أعرفه عن شيخ علم له "دواني القطوف". لعيسى اسكندر المعلوف شغف بإرجاع مسيحيي بلاد الشام إلى أصول عربية يمنية.
وهكذا فمن الجميل أن أحد أحفاد يعرب بن قحطان يتربع الآن على عرش اللغة الفرنسية.
وبورك اليمن السعيد.
آتي إلى صلب الموضوع.
في 11 آذار 2000 عبّر قداسة البابا عن الأسف لما ارتكبه الصليبيون في مهمة "نشر الحقيقة" من وحشية في بلاد الشام.
امتدح رئيس جامعة دمشق جهدي من أجل إقناع الفاتيكان باعتذار. اعتبر أن لي فضل ما في الأسف الذي صدر. بينما كتب لي رسالة احتفظ بها أ. د. أحمد صدقي الدجاني رحمه الله زميل التدريس في معهد ساطع الحصري بالقاهرة، يقول لي مشيراً إلى الأسف البابوي: "إن ما زرعته أتى أُكله".
أما أول من تباحث معه بشأن الموقف من حروب الفرنجة فكان أ. د. خليل سمعان، جامعة نيويورك، أتى ابن صافيتا ليلقي بحثاً في مؤتمر عالمي بجامعة دمشق في ذكرى 800 عام على معركة حطين. ثم من دمشق إلى صافيتا حيث كانت لنا على سطيحة بيت الأهل جلسة بحث مطولة عن الواجب، واجب سكان صافيتا ذات البرج الأبيض إزاء الذكرى الـ 900 لإطلاق البابا أوربان الثاني دعوته لتحرير بيت المقدس..
من تلك السطيخة انطلق برنامج أشار إليه د. سمعان في كتابه وبه أبحاث ألقيت في جامعة نيويورك عام 1999 بمناسبة 900 سنة على سقوط القدس بيد الصليبيين.
...ومن يعلم؟ ربما كان لجهد ثنائي أثر في ما تم عام 2000 وربما لم يكن.
ما يهم اليوم هو استكمال المسعى في موعد يسهل تذكره: اعتذار بمناسبة مرور ربع قرن بعد الأسف.
آسف في 2000
اعتذار موجه إلى أحفاد ضحايا حروب الفرنجة في 2025.
وتبقى رسالتي إلى قداسة البابا في عام 1992 ماثلة في ذهني.
نصصناها معاً تقريباً --- كما يحلو لي أن أقول--- . معاً؟ نيافة القاصد الرسولي بدمشق وأنا. قلت له. لن أرسلها إلا بعد تلقي تأكيد بأنها ستعود إليَّ بإجابة مرضية.
عادت الرسالة المؤرخة في تموز 1992 بإجابة مؤرخة في أيلول 1992 وبها أن "سكرتارية الدولة... أخذت علما بمضمونها". قيل وقتها أن أخذ العلم بالمضمون يبطن نوعاً من الاستجابة المقبلة.
أكد لي هذا المعنى الذي أسره الي القاصد الرسولي العلامة الأب كميل حشيمة اليسوعي في رسالة منه ورد بها ما يلي:
"إن ما كتبته لقداسة البابا سيكون له أثر لا محال"
29 تشرين الثاني 1992. النص في كتاب. جبور. "الأب كميل حشيمة اليسوعي: صفحات منه وعنه". صافيتا. دار الهندسة والأدب. طبعة ثانية. 2015.
وحدي في عام 2000 قلت: ثمة محطة ثانية. خلتها أتت مع تولي الأمير تشارلز عرش المملكة. أجابني ذات يوم عن رسالة له بشأن حروب الفرنجة حملها سفيره في دمشق. أصبح ملكاً. خاطبته برسالة واتسية فيسبوكية فما كانت إجابة. ربما أن أمين معلوف سيتذكر، وهو الآن في مهمة ممتدة لا ينهيها انسان، ربما يتذكر الفضل الذي أسبغه عليه كتابه عن حروب الفرنجة. ربما سيتذكر أنه لا بد من " شرح يقترب من الاعنذار" يقدمه قداسة البابا فرانسيس، بوضوح كلي، إلى أحفاد ضحايا حروب الفرنجة.
أدناه في صفحتين رسالة عام 1992 كما ظهرت في المجلة البطريركيّة ومعها صورة الغلاف.