جبور والملكية الفكرية
2023.04.26
المجلة الداخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي: تاريخ سياسي وملكية فكرية في تجربة شخصية
الدكتور جورج جبور- فينكس:
ذات يوم ظهر لي مقال في المجلة الداخلية لحزب البعث التي كانت تصدر قبل الحركة التصحيحية. أظن أن اسمها كان: "الحقيقة". ظهر دون توقيع. لم يخطر في البال أن يظهر المقال دون توقيع حين سلمته إلى الرفيق الأستاذ مالك الأمين عضو القيادة القومية. حملت إلى أستاذ مالك عدد المجلة وعاتبته. قال لي بلهجة جادة: نشرها يعني أنها من أدبيات الحزب. هي من فكر الحزب. من الرائع انك تساهم في فكر الحزب.
بعد مدة ليست طويلة ظهر المقال في إحدى صحفنا اليومية وعليه توقيع أحد الناس. ذهبت بالمقال إلى أ. مالك. عاتبته على سياسته الخاطئة. وعد بأنه سيقلع عنها في العدد القادم. لم يتح له أن يصدر العدد القادم. قامت الحركة التصحيحية. رحم الله الأستاذ مالك فقد غادرنا إلى دار الحق قبل سنوات.
أمضي وقتا جميلا مع أوراقي القديمة في زمن الكورونا. وقعت على مقال لي في المناضل المجلة التي خلفت مجلة قيادة--ما -- قبل -- التصحيح. العدد 42 نيسان 1972. يحمل المقال توقيعي. عادت إلى الذهن ظروف الكتابة. أرسل روايتي إلى الصديق د. فواز صياغ لينقحها أن شاء. هو عضو القيادة القومية الذي استمر مسؤولا عن مجلة الحزب الداخلية لعقود.
إتصل بي د فواز وطلب مقالاً للمجلة. قلت: ألبي بشرطين. يظهر المقال وعليه توقيعي. الشرط الثاني سأذكر إسم عفلق دون قدح.
وافق فوراً على الشرط الأول. وافق على الشرط الثاني في اليوم التالي. كتبت. ظهر المقال كاملاً دون تدخل.
هل أجانب الحقيقة أن قلت أنني أول من وقع بإسمه مقالاً في المجلة الداخلية للحزب؟ وأنني اول من ذكر اسم الأستاذ عفلق في مجلة حزبية دون قدح به وبزميله الأستاذ البيطار، قدح شكل خطأ سياسيا وإعلاميا لم يتغير منذ شباط 1966؟
الأوراق القديمة جرعة مفيدة لتنشيط الذاكرة الفردية وقد يكون بعضها تنشيطا لذاكرة وطنية.