هل تفوز هاريس أم ترامب؟
2024.11.04
د. أسامة اسماعيل- تكساس- فينكس
هل يكون العهد الأمريكي التالي جمهورياً أم ديموقراطياً؟
هل سيكون الحاكم الجديد للبيت الأبيض فيل أميركي - وهذه كذبة فاضحة - أم حمار أميركي، وهذه حقيقة، فالحمير في كل مكان من العالم حتى في أميركا... ولولا حمير أميركا ما كان خراب العالم... ولولا الحمير في أميركا ما حكم ال.... العالم.
المهم، نضع علامة استفهام بنهاية الأسئلة التي تشبه حكاية الهالوين (حلوى أم خدعة) على ألسنة الصغار وهم يطرقون الأبواب باحثين عما يملأ أجواء الشتاء بقليل من المرح والترفيه.
ولا ترفيه في الانتخابات الأميركية سوى مزيد من القتل والتدمير للأمم، خاصة الأمتين العربية والإسلامية اللتين توصف الأولى منهما بأن المنتمين إليها مجرد لصوص، لماذا؟ لأن هناك قصة شهيرة بعنوان "لص بغداد " بينما لا يوجد "لص واشنطن"... وتوصف أمة الإسلام بالإرهاب بينما لا يعرف عن غيرها ذلك مهما فعلوه - ويشهد العالم والتاريخ - في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وأفغانستان وميانمار وأفريقيا الوسطى وجنوب أفريقيا والسودان والعالم أجمع شرقا وغربا.
تحديدا عن الانتخابات الأميركية التي تبدأ رسميا ليلة الثلاثاء القادم، وليذهب العالم إلى الجحيم، لا يكون الحديث إلا بهذه الشجون وهذه التفاصيل... من يحكم البيت الأبيض يضع مصلحة أميركا فوق كل اعتبار، هذا طبيعي جدا، لكن أي مصلحة تلك لأميركا في المزيد من القتل والتدمير للعالم؟ ربما هي لعنة الهنود الحمر الذين استولت أميركا على أرضهم ووطنهم بإدعاء الاكتشاف.
ترامب، الملياردير المجنون الذي يريد إدارة أميركا بالمال قبل أي سياسة أخرى، والذي إنتهى به المطاف من الانتخابات الأخيرة في عهده السابق بتسليم إدارة البيت الأبيض لمسن صرح علانية أنه صهيوني مسيحي مثلي، يدعى بايدن...
ترامب له مثل غيره أنصار وخصوم، محبين وكارهين، راديكاليين في جهة، وقلة منهم ليبراليين في جهة أخرى، يقبلون هزيمة زعيمهم سياسيا باقتحام مبنى الكابتول نهارا جهارا.
كاملا هاريس، الأميركية ذات الأصول المختلطة من آسيا وأفريقيا وأوروبا، والتي كانت نائبة المسن الصهيوني المسيحي المثلي بايدن، قبل أن ينسحب من المنافسة الرئاسية لتكمل هي مشوار الصهيونية المسيحية المثلية، أضف إليها الأميركية، لتحقق من ذلك إنجاز غير مسبوق في تاريخ أميركا كأول امرأة من أصول مختلطة تعتلي عرش البيت الأبيض.
فعلها أوباما قبل هاريس... قيل أن له جد كيني اسمه حسين، مما يعني أنه من أصول إسلامية، لكن لا دليل واحد في فترتي رئاسته على أنه قدم للإسلام وبإسم الإسلام أي شيء يذكر، سوى المزيد من (الإرهاب) بإسم (داعش) التي حلت محل (القاعدة).
وبالنسبة لكل رؤساء الولايات المتحدة منذ ظهورها كفاعل في المشهد السياسي العالمي خاصة مع بدء النسخة الأولى من الحرب العالمية، لم يكن في تاريخهم سوى المزيد من الحروب للأمة العربية أو ما يعرف سياسياً بإسم (الشرق الأوسط)... هذا بتجاوز الحديث واختصارا عن اتفاقيات (كامب ديفيد) التي فتحت الباب على مصراعيه للتطبيع العربي الصهيوني.
بالنسبة لهاريس فإن الفوز في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض ليس مستحيلا، خاصة إذا وضعنا بالاعتبار نقاط ضعف ترامب، والمتمثلة في الاقتصاد الذي يقول المراقبون ونقاد السياسة أنه تدهور جدا في عهده السابق وأن الملايين من الأسر الأمريكية باتت بسببه تعيش فعليا تحت خط الفقر.
بناء الجدار الفاصل أو العازل بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين المكسيك لحماية الولايات من الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين العمال الكادحين، دعا إليه ترامب وبناه بأموال دافعي الضرائب، وهو امر يرى فيه مناؤوه عملا غير إنساني وغير أخلاقي بالمرة، لكن من يكترث بالإنسانية والأخلاق!. (هذا هراء) على حد تعبير سينما هوليوود...
في حقيبة ترامب أيضا كوفيد - 19 الوباء الذي اخترعته أميركا في معمل صيني لتفزع العالم أجمع ويتسبب بمقتل أكثر من 300 ألف إنسان في الولايات وحدها، ويصيب الملايين في انحاء العالم بمن فيهم ترامب شخصيا كما تناقلت وسائل الإعلام حينها أواخر أيام انتخابات الرئاسة... خسر ترامب تلك الانتخابات أمام المسن الصهيوني المسيحي المثلي بايدن رغم تعافيه من الإصابة بالكوفيد - 19، ولا دليل حتى اليوم يثبت أن ترامب صاحب براءة اختراع هذا الوباء العالمي، طبعاً بإستثناء الإصابة به.
هاريس ليس لديها تاريخ سياسي كما لدى ترامب، لذلك فإن الحديث عنها وعن حظوطها السياسية في الفوز بكرسي الرئاسة يظل حصرياً في أنه ليس من المستحيل أن تفعلها أميركا وتصوت لأول رئيس امرأة على الإطلاق في تاريخها السياسي.
هناك لائحة طويلة من أسماء الحكام العرب اوردها الكاتب السياسي (بوب ودوارد) في كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان (الحرب)... وكل هذه الأسماء صرحت أن خذلانها في دعم فلسطين أثناء الأحداث الدامية تعود أسبابه إلى رغبة سياسية عربية في التخلص من حركة (حماس) التي كان البطل يحيى إبراهيم السنوار آخر رئيس لها في ميادين الجهاد الفعلي... والرغبة السياسية العربية هذه بداعي أن حماس هي الوجه الإخواني المدعوم من إيران!...
قد يبدو الحديث عن إيران في غير مساره، لكن سياسة الفوز بالرئاسة تعتمد في جزء كبير منها على مواجهة تدخلات إيران في المنطقة العربية، أو ما يعرف بـ(الشرق الأوسط).
ساعات قليلة تفصلنا عن ليلة الثلاثاء المرتقبة بمزيد من الإثارة والتشويق الأميركي، لكنها إثارة باردة جدا في الوقت الذي فيه تستمر آلة القتل والتدمير العبثي الصهيوني في فلسطين خاصة منذ 7 أكتوبر 2023م ولبنان حاليا، ومن يدري من التالي بدعم أميركي غير مسبوق... لذلك ليس علينا أن نساير تلك الإثارة الباردة بالمتابعة والترقب... واضح تماماً أن من يدخل البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ليس ضمن أجندته السياسية سلام لـ( الشرق الأوسط).