كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إدلب تحت ألسنة اللهب.. وطهران تنتقم لضحايا كرمان

خيام الزعبي- فينكس

متغيرات متتالية في الميدان الإيراني تثبت حالة إصرار طهران على مجابهة المشاريع التي تحاول عبثاً النهش في جسد الوطن، والمتابع للأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة وخصوصاً في الشأن الإيراني يستنتج بأن المشروع الأمريكي -الغربي يحتضر و يلفظ أنفاسه الأخيرة، كونه لم ينجح في تنفيذ أهدافه الرئيسية في إشعال المنطقة في حرب طائفية لتحقيق أهداف إسرائيل التي تعتبر الراعي الأول و الرئيسي للإرهاب في العالم.

حاولت أمريكا وذيولها اللعب على ورقة الارهاب مع إيران لإبعادها عن محور المقاومة وحلفائها، فخططت واشنطن بدعم بعض الدول الغربية، لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، باستخدام داعش وأخواتها، لتقوم بالتفجيرات الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد المئات من المدنيين بالقرب من ضريح الجنرال الإيراني قاسم سليماني بمحافظة كرمان في الذكرى الرابعة لاغتياله على يد الولايات المتحدة، وكذلك تصعيد الحرب في ايران لإشغالها عن إسرائيل والحد من دعمها لمحور المقاومة.

بالتأكيد أن هذا العمل الإرهابي يحمل البصمتين الأمريكية والإسرائيلية وآثار حلفائهما للانتقام من إيران التي أسقطت كل هذه المشاريع ووضعت مع حلفائها في محور المقاومة امريكا والكيان الصهيوني في حالة من عدم القدرة على استكمال مخططاتهما في المنطقة.

بالتالي إن هذا الإرهاب الذي استهدف محافظة كرمان الإيرانية، ما هو إلا دليل ساطع على الحقد الدفين تجاه الشعب الإيراني عموماً والحرس الثوري خصوصاً بعد أن حقق على مدى السنوات الماضية الانتصار تلو الآخر، وفي الوقت نفسه يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية إرهابية، تريد أن تصنع من إيران ساحة لشرور الارهاب.

ولأن تلك الحرب التي تخوضها طهران ضدالإرهابهي مسألة حياة أو موت، فقد كان الحرس الثوري بالمرصاد لتلك الجماعات، وكشف القناع عن أمريكا وإسرائيل وحلفائهما في صناعة الأحداث في إيران، واللذين يسعيان منذ زمن طويل لزعزعة الأمن والاستقرار هناك.

اليوم وسع الحرس الثوري الإيراني نطاق معاركه مع داعش والقوى المتطرفة الأخرى حيث فتح معارك جديدة مع هذا التنظيم في إدلب، حيث استهدف مواقع تابعة لجماعتي تحرير الشام والحزب التركستاني الإرهابيين في منطقة جبل السماق بإدلب انتقاماً لزعزعة أمنها الوطني، والقصاص ممن تسببوا في إراقة دماء الإيرانيين واغتيال قادة الحرس الثوري ومحور المقاومة، و تجدر الإشارة إلى أن تدريب الإرهابيين المعروفين باسم داعش خراسان يتم في هذه المنطقة وبعد ذلك يتم نقلهم إلى أفغانستان من قبل أمريكا لدخول إيران للقيام بأنشطة إرهابية.

من الواضح أن إيران بعثت برسائل مباشرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس الشيء نفسه، في استخدام الإرهاب واستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، كان أهمها إن الحرس الثوري الايراني يخوض معركة كبرى ضد الإرهابيين، وأنه لن يسكت على دماء مجاهديه، وأنّ ثأره لهم آتٍ لا محالة، مهما طال الزمن، وإنه على جهوزية كاملة لردع الإرهاب.

كما تضمنت رسائل واضحة وصارمة لمن يعملون ضد محور المقاومة، وأنهم لن يستطيعوا تدميره وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها الحرس الثوري الايراني لأعداء محور المقاومة وهي أن من يخطط بشر أو سوء لهذا المحور سوف يمحى من على وجه الأرض وأن الردع هو المعادلةُ السابقةُ والباقيةُ بوجهِ الكِيانِ الصهيوني وحلفائه من المتطرفين.

وعلى الطرف الأخر يضيق الجيش السوري الخناق على هذه الجماعات من كافة الاتجاهات وبات يحيط بمناطق تواجدها من كل حدب وصوب في انتظار إتمام الاستعدادات لاقتحامها، وهناك مصادر عديدة تتحدث عن أن هذه التنظيمات تعاني من سلسلةأزماتاستنزفت قواها، وهو ما يرجح فرضية انسحاب هذه التنظيمات من مدينة ادلب ومحيطها، خاصة وأن الجيش السوري وحلفاءه لديه من الطائرات المقاتلة ما يجعله سيد الأجواء على الميدان وقادراً على الحسم مع هذه التنظيمات الإرهابية.

لذلك من حق مدينة إدلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في مختلف مناطق إدلب لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية، كل هذا يؤكد بأن ادلب سوف تغادر محطات الانتظار بسواعد أبنائها وجيشها، ومساندة حلفائها، وأنه لا مجال للانكسار أو التراجع، وأن ادلب على مسافة خطوة واحدة من الحسم.

ونختم: إن مجمل هذه التطورات يمكن الاستنتاج من خلالها بأن هناك رؤية استراتيجية موجودة في كل الأوساط الإيرانية وعلى أعلى المستويات مفادها أن طهران القوية يمكن ان تسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة، كما أن هناك رؤية استراتيجية ثابتة وهي دعم سورية في كل الأوقات،  والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنهما واستقرارهما.