المقاومة تمطر “نتساريم” بالصواريخ ومفاوضات صعبة أمام الاحتلال في القاهرة

واصلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصديها للعدوان الصهيوني المتواصل منذ 211 يوماً، وردها على المجازر الصهيونية المرتكبة بحق أبناء القطاع. وقصفت سرايا القدس تجمعات لجنود العدو الصهيوني، على خط الإمداد لمحور “نتساريم”. ووزع الاعلام العسكري للسرايا مشاهد من العملية.

وبدورها، أعلنت كتائب القسام أن مجاهديها استهدفوا ثكنة عسكرية في محور “نتساريم” بقذائف الهاون. وأيضاً، دكت كتائب المجاهدين مقر قيادة العدو الصهيوني في محور نتساريم بوابل من صواريخ قصيرة المدى.

مفاوضات صعبة على الإحتلال في القاهرة

وصل وفد من حركة حماس الى مصر ظهر اليوم لمواصلة المباحثات بشأن اتفاق هدنة في قطاع غزة، بحسب ما أكدت وسائل الاعلام المصرية. ونقلت قناة القاهرة الاخبارية عن مصدر مصري رفيع المستوى، وجود “تقدم ملحوظ تشهده المفاوضات” مشيرة إلى أن الوفد الأمني المصري الذي يتولى التفاوض “وصل الى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف”.

وأفادت مصادر اعلامية أن وفدا قطريا توجه الى القاهرة للمشاركة في المفاوضات الجارية حول وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

ويواجه كيان الاحتلال وضعا صعبا في المفاوضات حول تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار في قطاع غزة في ظل تشرذم الموقف الصهيوني وانعدام قدرة الضغط العسكري على الفلسطينيين لدفعهم لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.

خبراء صهاينة يحذرون من استمرار الحرب 

ويحذر خبراء صهاينة ريس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من خطورة الاستمرار بالحرب، وان مواصلة الحرب بهذا الوضع العسكري المسدود سيسوق اسرائيل نحو الانهيار على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

كما تتعالى الاصوات الصهيونية التي تطالب نتنياهو بالقبول بصفقة تبادل تعيد الاسرى وتنهي الحرب، وتتواصل مطالعات الخبراء العسكريين الصهاينة، مبينة ان انهاء الحرب هي حاجة ملحة تفرضها المعطيات الميدانية والوقائع العسكرية التي تواجه افقا مسدودا في غزة وباقي الجبهات.

ونتنياهو يعرف جيدا ما يجري هذه الايام في ساحات الحرب، وهو يعلم ايضا ان استمرار هذه العملية سيؤدي الى انهيار اسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، التقدير هذا بالانيهار على كل المستويات فيما لو استمرت كيان الاحتلال بالحرب، ليس لصحفي او محلل صهيوني، إنه لمفوض شكاوى الجنود السابق اللواء اسحاق بريك، الذي يتحدث من موقع الخبير العارف بخفايا الجيش وحال الكيان، ويواصل مواجهة بنيامين نتنياهو بالحقيقة الدامغة، هي ان اسرائيل عسكريا في وضع مسدود، وانه وفقا لبريك، لو استمرت حماس وحزب الله في القتال تماما كما يقاتلان اليوم، ومن دون مفاجآت عسكرية، فإن اسرائيل سوف تنهار.

وفي مقاله بصحيفة معاريف العبرية، لا يخاطب بريك نتنياهو، يظهر وكأنه يخاطب الصهاينة جميعم في معرض تكراره لحتمية الانيهار التي اخرجتها الى العلن حرب غزة، بما هو اشبه بورقة التوت التي كانت تستر عيوب هذا الكيان، لينبري من كان بالامس منظرا لقوته التي لا تقهر الى متوقع لانهيار محتوم ، ولكن ما الذي تبدل بين الامس واليوم، وفقا لبريك في السنوات العشرين الماضية قام رؤساء الأركان بتقسيم الجيش إلى ست فرق، انطلاقاً من رؤيتهم العالمية بأن الحروب الكبرى قد انتهت. لقد بنوا جيشاً برياً صغيراً بالكاد يستطيع القتال في قطاع واحد.

والكلام لبريك، ان الجيش بالكاد يستطيع القتال في قطاع واحد، يصدقه الكلام في الميدان، وهنا يضيف اللواء الصهيوني المتقاعد انه بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على ثمانين بالمائة من قطاع غزة (باستثناء مخيم رفح)، سحب قواته منه لأنه لم يكن لديه قوات أخرى تحل محلها.

وكانت النتيجة عودة حماس بشكل جماعي إلى جميع المناطق التي تركها الجيش الإسرائيلي واستعادت السيطرة عليها، ولكن الاخطر من ان يعجز جيش الاحتلال في قطاع، هو ان يكون عرضة كما هو الحال لمواجهة جبهات متعددة، وهنا يضيف اللواء الصهيوني المتقاعد انه طالما استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس، فإن حزب الله سيستمر أيضاً في إنهاك قواتنا على الحدود الشمالية، وهذا له آثار خطيرة جداً، وهو اعتراف صهيوني اضافي على الدور الهائل الذي تؤديه المقاومة الاسلامية من خلال عملياتها العسكرية في الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

وازاء هذا الواقع المعقد على الصهاينة ميدانيا وسياسيا ، ينتهي بريك الى انه لا شيء يمكن ان يدفع عن الاحتلال جيشا وكيانا الانهيار سوى وقف الحرب قبل فوات الاوان.

الاعلام العسكري