كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كمين الشجاعية المؤلم وما بعده

أحمد رفعت يوسف- فينكس
 كمين الشجاعية، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أوجع الكيان الصهيوني بعمق.

الكمين أسفر حسب اعترافات العدو، عن مقتل عشرة ضباط وجنود، من نخبة الجيش الصهيوني، من لواء غولاني، منهم العقيد "اسحق بن باسات" من مستوطنة سدي يعقوب، قائد وحدة مقر العمليات في اللواء، والمقدم "تومر غرينبرغ" من مستوطنة ألموغ، قائد الكتيبة 13 في اللواء.

مع الإشارة، إلى أن قيادة جيش الاحتلال، لا تتجرأ على اعلان العدد الحقيقي لخسائرها، وتؤكد المعلومات المستقاة من بيانات المقاومة، والمشافي الاسرائيلية، ان العدد الحقيقي للخسائر، هو ثلاثة أضعاف العدد، الذي يعلنه قادة العدو.
تأثيرات الكمين وتداعياته، ستكون أكثر بكثير من عدد القتلى والجرحى، لتطال عمق الوعي الصهيوني، ومسار المعارك، وفي تحديد نتيجة الحرب، ومقايس الخاسر والمنتصر فيها، لعدة أسباب أهمها.
** الكمين هو الأقسى على جيش العدو، منذ بداية العدوان بعد عملية طوفان الأقصى ٧ أكتوبر تشرين الأول، وحتى اليوم.
** الخسائر وقعت في صفوف نخبة الجيش الاسرائيلي.
** جاء الكمين، بعد ادعاءات قادة العدو، بأنهم يحرزون تقدماً في العمليات.
** وقوع الكمين في منطقة على الأطراف، يؤكد عجز جيش الا.حتلال، على التوغل في عمق المناطق الرئيسية في القطاع، وبالتالي عجزهم عن تحقيق أهدافهم من العدوان.
** قدرة المقاومة، على تنفيذ هكذا عمليات بعد أكثر من شهرين من القتال، هذا يعني أنها تخبئ الكثير من المفاجآت لقوات العدو.
** يحبط معنويات ضباط وأفراد جيش الاحتلال، وهم يرون ضباط النخبة يتساقطون بهذا الشكل.
رد فعل العدو بعد العملية، سيكون توحشاً أكبر في ضرب المدنيين، وطلب مساعدات عسكرية أكبر، وتدخل أمريكي أوسع في القتال، في محاولة لتلافي الكارثة، لأن وقوع عمليتين أُخريين من هذا المستوى، سيكون لها تأثيراً عميقاً في الرأي العام الاسرائيلي، وستعني اقراراً حقيقياً بعجز الجيش عن تحقيق اهدافه، وستكون اقراراً بخسارة الحرب، مع ما يعني ذلك، من تداعيات على الداخل الاسرائيلي، ووجود الكيان ككل، وحتى على الأمريكي الشريك الكامل في العدوان.
ربما سيلجأ قادة العدو الأمريكيين، إلى البحث عن أي حل سياسي، يخرجهم من ورطتهم، بأقل الخسائر، وقد أعلن عن وجود لقاءات اسرائيلية قطرية، للبحث عن مثل هذه الحلول.
ما يمكن تأكيده، ان الوضع بعد كمين الشجا.عية، لن يكون كما قبله.. والمسار المؤكد، ان قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين سيصبحون أكثر قناعة بعحز جيشهم عن تحقيق اهدافه، وتبقى معرفة اي الخيارات سيتخذون بعد هذه الكارثة.. هل الذهاب إلى المزيد من الجنون والتوحش، أم محاولة العمل للبحث عن مخارج بأقل الخسائر..
الخيارات ستكون قاسية على قيادة العدو أًيا كانت، وستكون تداعياتها تشبه زلزالاً بقوة تدميرية عالية، ومشاكل العدو لن تنتهي مع توقف العدوان، بأي شكل كان، لأن هناك معركة داخلية، تنتظر قيادته السياسية والعسكرية، ولن تكون أقل شراسة من المعارك الميدانية، وقد تطيح بطبقة كاملة من هذه القيادات، لكن الأهم، أنه سيكون من المستحيل على قادة العدو ترميم الخسائر، وستكون انعكاساتها كبيرة على المجتمع الاسرائيلي، وستطال حتى النقاشات عن وجود الكيان الصهيوني، وقدرته على البقاء.