كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

نعم للديكتاتورية ولقانون الطوارئ والحزب القائد

علي سليمان- فينكس

 بعمر ثماني سنوات آمنت بثورة الجياع ورفض الظلم والتهميش كانوا ابطال تلك الثورة مجموعة من الشباب حملوا السلاح مطالبين بالعدالة والمساواة، اطلق على حراكهم اسم ثورة المطلوبين وانتهت ثورتهم بعد ان حسمت السلطة اللبنانية قرارها بمواجهتهم وما زلت اذكر تفاصيل يومهم الاخير قبل بدء الحرب الاهلية بشهور قليلة بداية عام 1975 فلا يغيب عن بالي مشهد طائرات الهليكوبتر وهي تقوم بعملية انزال لمغاوير الجيش اللبناني فوق بساتين الليمون في منطقة السقي التي اتخذوها مقرا لهم حيث تم اعتقال أغلب قادتهم ومنهم نائب قائد الثورة وهو من بيت الاخرس على ما اذكر وسبب تذكري له انني رأيته ممددا في الجيب واحد المغاوير يدعس على راسه لدى مرور الموكب امام منزل اهلي.
مع بدء الحرب الاهلية تبدد كل حماسي للثورة المطلبية ايقنت ان الاستقرار والامن مع الظلم والحرمان اهم بكثير من الحرية المنفلتة والشعارات الرنانة نفس المشاعر شعرت بها عند بدء الثورة الاخوانية في سوريا وبقي ايماني لا يتزعزع بتفاهة ووضاعة كل من يعرض امن وطنه للخطر تحت اي ذريعة كرهت الرأي الاخر واصبحت صورة الرمز جيفارا عندما يرفعها الرعاع تثير في نفسي الغثيان والرعب.
ربما سبب كرهي لاي ثورة ما شهدته بام عيني من اجرام ووحشية ولا اريد ان انكد على قارئ مقالي تفاصيل ما رأيته من عمليات اجرامية يندى لها الجبين كرهت الشعوب كلها واحتقرتها وبقيت مخلصا لاي سلطة تفرض الامن بالقوة فالاوباش الطائفيون والعنصريون لا يستحقون لا حرية راي ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان ولا حريات اعلامية لايماني المطلق بان ما يختزونه من احقاد دفينة تمتلك القوة التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي معا.
مسخرة المساخر ما جرى في لبنان عام 2019 عندما اندلعت ثورة الواتس اب فدمرت اهم قطاع اقتصادي في لبنان وهو المصارف والهدف كان واضحا جدا وهو سرقة الودائع وخنق سوريا اقتصاديا كان الفيس بوك يعج بصور الحراك الشعبي واهازيج الثورة وكنت اتعرض للانتقاد من قبل اصدقاء كثر يستغربون موقفي ضد الثوار الكيوت ومنهم من حظرني وانا اكاد اتفجر من الغضب لغباء كل من صفق لهؤلاء الاوباش التابعين للسفارات والممولين بالكامل منها اعلامبا عبر المحطة الخبيثة والمحطة الاخبث والمحطة الاكثر خبثا على الاطلاق وما ان تحقق الهدف من ثورة الواتس طوى الثوار ومؤيديهم اذيالهم واختفوا تماما ولم يكلف احد خاطره ليعترف بانه كان ومن معه مجموعة من الحمير والبغال.
عندما كان اصدقاء اعزاء ومنهم اصدقاء العمر مصطهجين وفرحين لان الشعب عرف طريقه وانطلق الى الشوارع العريضة ينطوط ثائرا ضد النظام كان صراخي يصم الآذان ان هؤلاء ليسوا ثوارا ولا يعرفون اي طريق الا طريق العمالة والخسة والاجرام وانتهى الامر بهؤلاء الاصدقاء صامتون صمت القبور منهم من اعترف بخطأ تاييد هؤلاء الاوباش ومنهم من ما زال يدعي ان الثورة قد تم سرقتها وها نحن في السنة الثالثة عشر وسوريا شبه مدمرة وما زال هؤلاء لا يتفوهون بكلمة واحدة يريحون بها ضميرهم ان وجد لديهم ضمير.
اما الحراك الاتفه والاغبى هو ما يقوم به الاوباش العملاء في محافظة عزيزة لماذا هو الحراك الاغبى لان ما كان ينفع عام 2011 لم يعد ينفع الان ابدا ليس بسبب ان الوعي قد هبط على الشعب من السماء ولكن بسبب ان ما عاناه الشعب قد افقد اي حراك بريقه ولمعانه الكاذب اهل السويداء يدركون تماما كيف ستتطور الامور وكيف سيراق الدم في السويداء ليس بسبب تصدي الجيش للثوار ولكن بسبب ان اصحاب الحراك هم من الطينة الاحقر واغلبهم قد امن مستقبله خارج سوريا وسيعمل جهده ليقبض آخر سنت من اجل تدمير محافظته قبل ان يشمع الخيط ويهرب الى حيث امواله ويعيش لاويا حنكه متحسرا على الثورة التي سرقت لذلك ومن اليوم الاول كنت على يقين انها لن تنجح في شد اي عصب ولو زكاها كل شيوخ العقل وكل شيوخ العالم وان مصيرها لن يكون افضل من الغوطة ودرعا وكل منطقة ثارت وانتفضت ما ان تحين اللحظة المناسبة وهي دون شك اصبحت قريبة جدا رغم كل الصخب الاعلامي المرافق لها ورغم كل ما يدعيه هؤلاء الانذال من ساعات صفر وحمر وبنفسجي ايضا.
بعمر ثماني سنوات فقدت ايماني بالشعب وعشقت الديكتاتورية وحكم الحزب الواحد وما زلت حزينا حتى الآن بسبب الغاء المادة الثامنة من الدستور وارغب بشدة بعودة نظام الطوارق او الطوارئ لا يهم المهم ان يعود وان يتم تاميم كل المدارس والجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة وان نعود لمعسكرات الشبيبة والطلائع وان يتم شنق هذا العكروت الذي يسخر من اسماء المدارس الحكومية في ساحة المرجة طبعا بعد محاكمة عادلة او غير عادلة لا يهم المهم ان يعدم دون اي تأخير او مماطلة.