الرئيس نور الدين الأتاسي في ضمير مناضل تونسي
2025.12.17
نصر شمالي
في معرض مراجعة المصائر المحزنة لعدد من كبار الشخصيات العربية العامة المناضلة المعاصرة، تذكرت المناضل التونسي أحمد بن صالح (1926 - 2020).. ففي العام 1956، بعد أن أعلنت تونس استقلالها التام عن فرنسا، كان أحمد بن صالح الشخصية الثانية بعد الرئيس الحبيب بورقيبة، في الحزب الدستوري الحاكم وفي حكومة الاستقلال، وعلى مدى حوالي خمسة عشر عاما كان أحمد بن صالح وزيرا مهما لعدد من الوزارات الهامة منفردة ومجتمعة، وفي العام 1970 دهمت تونس أزمة إقتصادية حادة ألقى الرئيس بورقيبة مسؤوليتها على أحمد بن صالح، فعزله وأحاله إلى محكمة قضت بسجنه عشر سنوات مع الأشغال الشاقة، فكان ذلك!..
لكن، بعد ثلاث سنوات هرب بن صالح من السجن ولجأ إلى الجزائر، وبدأ رحلات المنفى، في أوروبا خاصة، لتدوم حوالي ثلاثين عاما!..
وبموجب عفو عنه صدر عام 1988 عاد بن صالح إلى تونس في العام 2000 وتوفى فيها في العام 2020 رحمه الله..
ومن جهتي، كنت قد تعرفت إليه مباشرة في العام 1993 في بيروت، في الدورة السنوية التي يعقدها المؤتمر القومي العربي، فدعاني لجلسة ثنائية في ركن قصي (هو وأنا لوحدنا) وراح يسألني باهتمام شديد عن حال الرئيس نور الدين الأتاسي (السجين حتى الموت في سجن حافظ الأسد بدمشق في سجن المزة العسكري).
وقد حدثني بإسهاب عن اجتماعه بالأتاسي عام 1957 بصفته وزير الصحة التونسي المناصر ميدانيا للثورة الجزائرية، وقد كان الأتاسي كطبيب في طريقه للالتحاق بقوات الثورة الجزائرية عبر تونس..الخ، الخ.. رحمهما الله.
(الصورة تجمعني بإبن صالح في بيروت عام 1993).