النزاع بين التاريخ والجغرافية من سيربح؟
رسل جمال- فينكس- بغداد
إذا أهملت قراءة التاريخ، ستُجبر على مواجهة جغرافية جديدة، بمعنى إذا نسيت قواعد اللعبة، ستتفاجأ بظهور ساحات حرب جديدة على أرض الواقع.. إن الهجمة التي تتعرض لها المقاومة الآن، لا تقتصر على الحرب العسكرية، بل هي هجمة فكرية تقودها اسرائيل بواسطة المتصهينين العرب.
ان الهدف الرئيسي لتمسك المقاومة ورجالها بمقاومتهم ما هو إلا ترسيخ لتربية الرجولة للجيل العربي الصاعد، ونبذ الخنوع ورفض الاستسلام للعدو، وإعادة الوعي للأمة العربية وتحريرها من عقلية الضحية، وانقاذها من الهزيمة العقائدية، وهي فرصة ذهبية لإعادة مشاعر الفخر والانتماء للاسلام كعقيدة، وللعرب كحضارة وللانسان العربي كثقافة وهوية، ورسم خطوط واضحة وغائرة على الأرض للمستقبل القادم، وهذا ما لا يفهمه المتخاذلون الذين يعتبرون المقاومة تهديداً لاستقرارهم وزعزعة لأمنهم المزعوم.
الحرب خدعة وما يجري على أرض المعركة يختلف عما تنقله وسائل الإعلام جملةً وتفصيلاً، ونحن نعلم إن العدو قد جّند وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهناك ناطقون يعملون على تمرير الاكاذيب والتهديدات الناعمة، مثال المعمم المشبوه (الحسيني) الذي أفردت له العربية منبراً لبث السموم.
كشف استطلاع للرأي أجرته إحدى صحفهم (معاريف) إن مايعادل ثلث المستوطنين في فلسطين المحتلة (اسرائيل) وهم يشكلون 35% يهمون بمغادرتها، كونها أصبحت ارضاً غير آمنة ووجودهم فيها يعرضهم للخطر، وهناك 24%ممن يفكرون بالهجرة بشكل نهائي، أما 11% المتبقي يفكرون بالهجرة بشكل مؤقت، وهناك 21% من اليهود ممن لا يريدون لأبنائهم ان يكبروا في اسرائيل. وكان متوسط الأعمار الذي استهدفهم الاستطلاع بين (30_44) سنة اي من فئة الشباب، الذين يشكلون القوة العاملة الصناعية والاقتصادية، بل وحتى يؤثر هذا التوجه على احتياط الجيش الاسرائيلي المزعوم وقوته الدفاعية، كما ينسحب حتى على الروح المعنوية للجيش
وهذا الامر يمثل تهديداً لوجود دولة اسرائيل الكاذبة.
هذا ما يسمى بعلم الاجتماع السياسي (مقاربة الظواهر السياسية) وأبعادها الثلاثية هي (أرض وشعب وسلطة)
الارض؛ وهي فلسطين بالنسبة للصهاينة ارض مغتصبة، لا توجد علاقة انتماء لذلك الشعور بالتهديد، سيكون سبباً في هجر تلك الأرض، على عكس المتجذرين فيها أبناء الارض، ممن يرون ان الانتماء والوطنية قيمة عليا، ترتبط بالارض والوطن والتضحية في سبيلها واجب.
الشعب؛ فالصهاينة هم مجموعة بشرية من مختلف دول العالم وليسوا شعباً حقيقياً، فلا تجمعهم لغة مشتركة ولا تقاليد مشتركة ولا أعراف ولا .. ولا...
السلطة؛ المتمثلة بنتنياهو فهي سلطة مهزومة تتصنع انتصارات زائفة تستهدف المدنيين وتعبّر عن افلاس حقيقي.
ان الحالة الخاوية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي، والتي يتم التكتم عليها ولا ينقلها الإعلام المأجور، ولا تتناقلها الصحف الصفراء، ولا يجرؤ الاعتراف بها أحد.
هؤلاء هم أنفسهم ممن لم يقرأوا التاريخ جيداً، لكنهم يعتقدون بقدرتهم على رسم خارطة جغرافية للمنطقة من جديد!