لا تخافوا على غزة لأنها باقية
خيام الزعبي- فينكس
غزة التي يهاجمها الموت في كل وقت، تعيش على أصوات الرصاص والقذائف ويتجلى ذلك عبر إستهداف قوات الاحتلال للمدنيين العزل والأحياء السكنية هناك،غزة تعرف كم تؤلمهم وتزعجهم في هدوئها وكبريائها أمام قذائف الحقد التي تتساقط وتقتل وتدمر الحجر والبشر، وهي صامدة أمام هكذا عمليات إرهابية، تستقبلها بكل قوة وعزيمة ولا تنحني ولن، لأنها أكبر من إسرائيل وأدواتها بشموخها.
غزة التي لم تقدم الإنصياع والطاعة ولن تقدمهما لهذه الكيان الغاشم ستبقى شوكة في حلق كل المتآمرين والمجرمين، الذين لم يحققوا أياً من النتائج التي انطلقت من أجلها الحرب على قطاع غزة، بل تشير تلك النتائج إلى حالة الإفلاس الذي وصل إليها هؤلاء المجرمون نتيجة الإنجازات الكبيرة التي حققها رجال المقاومة في الميدان.
أصبحت تصريحات وخطابات قادة إسرائيل بعد أكثر من شهر من العدوان على القطاع، أكثر إرتباكاً وهستيرية وتناقضاً ولا عقلانية فيها، كل تصريح ينسف ما سبقه بدون أدنى خجل، بل في التصريح نفسه نجد تناقضاً واضحاً مشكوكاً به، حتى أن شعوبها لم تعد تثق أو تصدق أي تصريح لهم، وهذا بحد ذاته نجاح محسوب للمقاومة، وكل يوم يمضي على العدوان يزيد الإنسان الفلسطيني قوة وصلابة وصموداً، ولا تزيد المتأمرين إلا الخسارة والسخط والهزيمة.
يـراهـنون على سقوط غزة، لكن لن يحدث ذلك بمشيئة الله، فغزة خالدة وباقية، بفضل أرواح شهدائها الذين ضحوا بدمائهم الزكية كي تبقي فلسطين صامدة، ولن يتحكم في مصيـرها أو أن يكون وصيـاً على شعبهـا من باع وطنه وسلّم إرادته الى رعـاة الإرهاب في العالم وزعماء المؤامرات وقـادة الاستعمار الجدد، سيظل علم فلسطين يـرفـرف في سمائهـا خفـاقـاً شامخـاً، ولن تنكسر إرادة الفلسطينيين، ولن ينخدع الشعب فيمن خدعـوه سابقاً وتاجروا بأحلامه وآماله وطموحاته.
اليوم بات من الواضح أن نتنياهو إرتكب خطأً كبيراً، وأوقع نفسه في دوّامة لن تنتهي بسهولة، فنتنياهو هو من بدأ الحرب على غزة بيده، لكن لا يمكن أن ينهيها بيده، فلم يعد يبحث عن "صورة انتصار" في الحرب على غزة، وإنما عن "صورة خروج أو إنهاء"، تسمح له أن يدعي أمام حلفائه بأنه إنتصر، فالحرب أظهرت مدى قوة رجال المقاومة الفلسطينية وقدرتهم على ضرب وزعزعة أمن من يعتدي عليهم..
بالمقابل إن نتائج الحرب على غزة أربكت الكيان الصهيوني لأنها تمخضت عن مشهد سياسي جديد بعكس ما كانت تخطط له من تقسيم المنطقة خدمة وحماية لإسرائيل، وحين خسرت دولة الاحتلال هذه الورقة الرابحة عمدت الى فتح جبهات جديدة في سورية لعلها تحقق إختراقاً يعيد لها هيبتها يحفظ ماء وجها ويحقق لها بعض المكاسب من تلك التي خسرتها عندما عجزت أدواتها من المحافظة عليها التي اصطدمت بقوة رجال المقاومة الفلسطينية وصمودهم.
مجملاً، إن المشهد الذي تشهده غزة اليوم يؤكد بأن المشروع الاسرائيلي- الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب غزة، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءً بصمود المقاومة وفشل جميع العمليات الإرهابية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، لذلك فإن المقاومة الفلسطينية تحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، فهذه الإنتصارات صدمت إسرائيل وحلفاؤها من العرب الذين تفاجأوا بقوة رجال غزة، و بالتالي فإن التوقعات التي خططت لها اسرائيل والتي وضعت بها كل إمكاناتها جاءت في غير صالحها وفشلت رهاناتها، وانهارت المؤامرة .
ونختم بالقول: ستكون غزة بخير، ومهما فجَّروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية.