كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اليوم عيد الشجرة قبل أن يكون عيد رأس السنة

طه الزوزو

في مثل هذه الساعة وفي مثل هذا اليوم "الخميس" من شهر كانون الأول من عام 1953 قبل نحو 67 عاماََ- حينها كنت في المرحلة المتوسطة "الإعدادية" - قمت بغرس الشجرة التي لم تزل قائمة شامخة في الجهة الجنوبية الشرقية لثانوية الشهيد محمد سعيد يونس مثلي مثل مئات الآلاف من أبناء شعبنا، تنفيذا للقانون رقم 18 الصادر في الرابع من شهر شباط عام 1953 الذي اعتبر في مادته الأولى "يوم الخميس الأخير من شهر
كانون الأول من كل عام عيداََ وطنياََ يطلق عليه "عيد الشجرة".
كان عيد الشجرة الأول، عيداََ حقيقياََ. وقد شاركت في احتفالات ذلك العام سائر الفعاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والتربوية في سائر المدن والبلدات والقرى عل نطاق القطر، وقد رافقها ندوات ومحاضرات ومهرجانات ركزت جميعها على أهمية الشجرة، خاصة الأشجار الغابية دائمة الخضرة. لقد استمرت الإحتفالات بهذا العيد بذات الزخم سنوات طوال... الى أن خفت الحماسة إزاء تطبيق هذا القانون منذ أوائل السبعينيات ليقتصر على إحتفال خطابي مركزي ليتلاشى الإحتفال به تدريجياََ.
كم نحن بحاجة اليوم إلى إحياء هذا العيد، خاصة وأن القانون 18 لم يزل نافذاََ حتى تاريخه.. وقد دعوت على على صفحتي منذ فترة على الإحتفال به هذا العام بعد الحرائق التي شملت مساحات واسعة في كل من محافظتي طرطوس واللاذقية، والدعوة لتوجيه نداء إلى المواطنين وسائر الهيئات الرسمية وغير الرسمية لإحياء هذا العيد بما يليق به، ووفق ما أعد من أجله القانون 18 لعام 1953.
وللاسف، فإن آخر هم على ما يبدو للجهات الولائية و الوصائية تطبيق هذا القانون مثل غيره من القوانين.