ردّاً على مقال سفير الكرامة الدكتور بهجت سليمان (أمبريالية عنيدة و حرب دائمة و مسؤوليات ناهضة و متغيرة باستمرار)
2020.03.13
كتب الشاعر ياسين الرزوق زيوس
ردّ الجمعة (انبثاق تائه و مسؤوليات خارج المخاض فمن يدرك طفلها المنقذ؟!)
الأمبريالية العنيدة لا تخضع لظروف مرئية و لحروب ظاهرية بل تخوض كل ممارساتها الشنيعة تحت كل جناح يخلق من محض الحدث و تحولاته و عليه نقول:
١)أميركا خلقت لاهوتاً عالميا يعدّ منفذها الضارب إلى كل قطعان المنطقة التي لا تملك أكثر من الذاكرة قصيرة الأمد و من الردود و الحركات الدفاعية الآنية التي لا تخضع لتحصين منطقي ولا لانبثاق استراتيجي
٢)إسرائيل لا تؤمن بقلنسوتها الموسوية بقدر ما تجعلها منفذاً لا بدّ منه في سبيل ترسيخ الصراعات و دفن الهوايا الحية و خلق هوايا مضادة ميتة تنفذ مصالحها و مشاريعها الاستعمارية الأمبريالية التي لم تعد مكبوتة بقدر ما باتت منتشرة انتشار النار الصهيونية في الهشيم العربي!
٣)الموازين السياسية و العسكرية و الفكرية و الاجتماعية و الإعلامية و التربوية و العولمية في منطقتنا تخضع للتلاعب النابع من عدم المسؤولية ما يجعل الفجوة بين قائدٍ كالأسد البشار و بين حكومات متعاقبة بضعفها و خذلانها و عدم وقوفها وقفة قوية على قدر الحرب المخاضة على الأرض و الشعب عميقة جداً إلى حدّ عدم الإيمان بالقائمين ضمن حزب من المفترض أنه نضالي كحزب البعث و بتسمياتهم غير المسؤولة لفروع داخل المحافظات السورية الصامدة هي مكمن النضال كما يروجون و يقولون بربطات عنقهم و بمواكبهم الفارهة غير المسؤولة أيضاً ما يدل بشكل واضح على انهيار التوازن بين الصورة النضالية و المسمى الحزبي و بين القول و الفعل آخذين المنطق الحكومي إلى منطق لعبة القط و الفأر و الجبنة المقتطعة من أجبنة الشعب الصامد الحقيقي لا المنافق فهل تنتفض الصورة النضالية ضمن حزب نضالي كما ورد في منطلقاته كي تصل الحكومة إلى فكرة المسؤولية الامتدادية القادرة على استثمار الطاقات البشرية الدنيا و العليا في ظلّ حربٍ ضروس لن تستثني أحدا وسط تلاعب ميليشيات و لصوص المال بقوت الوطن و الشعب و هل معاقبة الكبار و الكبائر بدلاً من الترقيع بخلع الصغار و الصغائر هو جلد للذات الوطنية أم إنقاذ لها؟!
٤)لم تولد إسرائيل على طبق من ذهب بل خططت من مبكاها كي تصنع مبكى لا تحيد عنه في منطقتنا اللاهوتية المتحركة و هي تأخذ الجميع إلى حيث تبتلعهم و من لا تقدر على ابتلاعه تحاصره مع ربتها أميركا كي تنهشه عضوا عضوا و تقضمه رويدا رويدا و من هنا لا بدّ من سياسة التكاتف الحكومي الحقيقي مع الوطن و الجيش و الشعب و القائد مكونات الدولة الحقيقية كي لا تنطبق علينا مقولة أكلتنا إسرائيل مذ سلّمناها ثور خلاصنا الأبيض بالقرار و المقاومة و البناء و التطلعات!
٥)لا تزال المنطقة بين مخاضين أحدهما سينتج جنيناً مسخاً لا محالة و ما زالوا يحاولون تشويه المخاض الآخر وسط ضياع الخطط و المسؤوليات فمن سينقذ مخاضنا إن لم نؤمن مقومات تثبيته و عدم تشويهه بالخضوع الذليل؟!
٦)العلة الدينية الكبرى هي طرح مفهوم درء المفاسد و فعل كل مفسدة تحت قاعدة إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا و من هنا تنبع تآويل المعنى الانتشاري باتجاه ترسيخ قوانين الذات الفردية و الذات الجمعية كي لا تبقى الحكومات عائمة على الفساد و عدم الشفافية!
دوما لخرائطك التحليلية بلدان من العقول و القلوب فلنعمل معاً على إيقاف تشتتها القتّال
٧)ما زالت حربنا التي لن يحدها زمان و مكان طالما أن الذاكرة في المنطقة قصيرة الأمد على كل الأصعدة في مقتبل عمرها و لو أنها وصلت ربع الساعة الأخير بشكلها العسكري و نحن كأمم جوفاء ما زلنا نساهم بتعميرها و هي تسرق أعمارنا و لا مكان لنا في خارطة إنهائها ما لم نصدم ذواتنا ببعضها بجرأة و مصارحة و دونما أي خوف كي ننتج طفل المصارحة المنقذ!