كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

محمد فريد عيسى: هل حانت اللحظة التاريخية المناسبة للمطالبة بلواء الاسكندرون؟

احتل اللواء من قبل الاتراك بمؤامرة مشبوهة وبناء على استفتاء قام به الاتراك بالتعاون مع الفرنسيين
وبغض النظر عن الصفقة المشبوهة التي أعطت لواء الاسكندرون لتركيا والتي كانت قد وقعت معاهدة لوزان التي رسمت الحدود بشكل دائم بين سوريا وتركيا وقبلت تركيا بذلك ووقعت على تلك الاتفاقية
ولكن ما حدث أن الاتراك ضموا لواء الاسكندرون خلافا لتعهدهم بموجب اتفاقية لوزان اي باختصار شديد قام الاتراك بنقض اتفاقية لوزان ذاتها وبالتالي سقطت اتفاقية لوزان وعادت قضية الحدود إلى المربع الأول اي أنها بحاجه لاتفاقية أخرى ولكن مع فارق واحد أن الاتفاقية وقعت مع فرنسا وليس مع سوريا
والان يجب أن توقع مع سوريا كونها الدولة صاحبه الحق وليس مع فرنسا
إذا الاتفاقية ماتت باحتلال اللواء
ولكن الاتراك قد يحتجون انهم وقعوا مع سوريا اتفاقية اضنه أيضا
واتفاقية اضنه اتفاقية أمنية وليست اتفاق ترسيم حدود
وعلى الرغم من وجود بند في الاتفاقية يقول باعتبار قضية الحدود منتهية الا ان اتفاقية اضنه سقطت أيضا بسبب خرق الاتراك لها وإدخال مئات الوف المسلحين لسوريا وامدادهم بمختلف أنواع الأسلحةمخالفين بذلك نصوص الاتفاقية وبالتالي لا يمكن للتركي الاحتجاج بها بعد الآن
بمعنى آخر أن قضية الحدود عادت إلى ما قبل عام 1923
واتفاقية لوزان
ومن حق سوريا المطالبة بالحد الأدنى وهو لواء الاسكندرون
ولكن ربما كان السبب بعدم مطالبة سوريا رسميا باللواء يعود لثلاثة اعتبارات أساسية
اولا- مرحلة ما قبل الثامن من أذار اي استلام البعث السلطة في سوريا
المرحلة الثانية ما بعد عام 1963
ففي المرحلة الأولى كانت تحكم سوريا من قبل حزب الكتلة الوطنية والإخوان ولم تكن تعنيهم قضية اللواء إطلاقا لأن دورهم مشبوه في ذلك اساسا
ويكفي أن نستحضر قول مردم بك (هون اسلام وهناك اسلام) اي لا مشكلة في ضم اللواء
والمرحلة الثانية كانت بعد عام 1963 وفي هذه المرحلة لم تكن سوريا ترى من مصلحتها فتح جبهة أخرى في الشمال مع تركيا على حساب جبهة الجنوب مع إسرائيل
والامر الآخر هو أن العقيده السياسية والعسكرية التركيه تنص على أن مجرد مطالبة سوريا بلواء الاسكندرون تعني إعلان حرب سورية على تركيا
مع العلم ان سوريا كانت تفتقر إلى حليف دولي يساندها في هذه القضيةوبالمقابل فإن تركيا محمية بحلف الأطلسي
إذا لم يكن هناك ضرورة حكيمة للمطالبة وكان من الأفضل تبريد الموضوع ووضعه في ثلاجة الزمن
ولكن المعطيات تغيرت الان
لأن تركيا خرقت كل الاتفاقات والمعاهدات السابقه وبالتالي ليس لها حق الاحتجاج باتفاقية لوزان ولا اتفاقية اضنه
ومن جهة أخرى فإن تركيا تشن حربا على سوريا بصوره خفيه منذ عشر سنوات ولكن الآن باتت تشنها علنا وان لم تعلن الحرب معلنه بشكل رسمي ولكنها تمارس فعليا عبر كل مظاهر إعلان الحرب الرسمية والعسكرية...
الأطلسي تخلى عن تركيا في حربها مع سوريا وروسيا وهو غير مستعد لمناصرة تركيا بحرب نووية تدمر الكرة الأرضية إرضاء لنزوع تركيا الاستعماري
فلسان حال الأطلسي هو ما قاله بسمارك يوما ما عن تركيا
(ان كل السلطنة العثمانية لا تساوي عظام بروسي واحد)
ولكن طالما تركيا قد شنت الحرب وتتعالى في تركيا الان حركة قويه للمطالبة بضم ادلب وشمال حلب (وهي غير قادرة على فعل شي لم تفعله حتى الآن) وهذا يجري علنا فإن من حقنا المطالبة باللواء
ولكن هل الان الان ؟؟
الحقيقه حان الاوان لهذه المطالبة ولكن توقيت المطالبة يجب أن يكون بعد تحرير ادلب وعفرين وشمال سوريا
والقضية هي الآن في هيئة الأمم المتحدة كأحد الملفات التي ورثتها هيئة الأمم المتحده من سابقتها عصبة الأمم بعد الحرب العالمية
(ويبقى المنتصر في الحروب هو من يرسم الخرائط)