كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. بهجت سليمان: هذا ما جلبه أنور السادات لمصر

(جلب "سلام" السادات ل "مصر": "السم والبلوى" عوضا عن "المن والسلوى" الذي وعدهم به)

١ - كان "أنور السادات" يقبض مرتبا شهريا منذ أوائل الستينيات من "كمال أدهم" رئيس المخابرات السعودية.. وكان مخبرا عند آل سعود.

٢ - مسؤولية هزيمة حزيران، أكبر من "عامر" وحتى أكبر من "عبد الناصر" نفسه..
وللأسف ما زال بعضنا يردد بعض المقولات التي تفتقد إلى ألف باء الإحاطة بموضوع الحرب وأبعادها..
فالقرار بحرب حزيران 67، كان قرارا أمريكيا/ إسرائيليا، بدأ الإعداد له قبل ذلك بعشر سنوات، أي منذ العدوان الثلاثي 56..

٣ - وإغلاق مضائق تيران أو غيرها من مزايدة "اليسار الطفولي" في سورية على "عبد الناصر"، لا دور لها في تلك الحرب..
رغم تحويل هذه الذرائع، إلى شماعة لتحميل مصر وسورية مسؤولية القيام بالحرب، لنزع المسؤولية عن كاهل المعتدي الإسرائيلي وتحميلها للضحية.
وحتى لو لم توجد تلك الذرائع، لأوجدوا غيرها بكل سهولة، لتنفيذ قرار العدوان على سورية ومصر.

٤ - وحتى لو بدأت مصر الضربة الجوية، كما يظن البعض.. لم تكن نتائج الحرب لتختلف كثيرا، على عكس كل ما قيل بهذا الخصوص..

٥ - عبد الحكيم عامر كان يجب أن يقصى منذ كارثة الإنفصال في سورية في 28 أيلول عام 1961، لأن بلاهته وتحكم المحيطين بقراره، ساهمت في كارثة الإنفصال..
وكان سلوك عامر يشبه "عمدة" في قرية أو بلدة، لأن والده كان "عمدة".

٦ - ومن يقرأ تاريخ السادات جيدا، يتأكد أنه كان مستنقعا من الفساد ومن العمالة، منذ أربعينيات القرن الماضي حتى اغتياله.

٧ - والسادات، خدع السعب المصري، موعدهم ب "المن والسلوى" الذي سيأتيهم به من خلال "اتفاقيات السلام" مع "إسرائيل"..
فكانت النتيجة أن ذلك "السلام" جلب للشعب المصري "السم والبلوى".

٨ - وكان السادات كارثة ليس على سورية وفلسطين فقط، بل كذلك على مصر وعلى عبدالناصر بالذات..
حيث كانت الخطيئة الكبرى، هي تعيينه نائبا لـ"عبد الناصر" في ظروف صحية سيئة يمر بها عبد الناصر نفسه،..
ذلك التعيين الذي كان جسرا لوصول السادات إلى سدة الرئاسة، حينما انقلب على تاريخ عبد الناصر بعد وفاته، وأخذ مصر بعكس الإتجاه والهدف الذي نذر عبد الناصر حياته من أجله.أ أنور السادات

٩ - والخطيئة الكبرى الثانية، والسابقة للأولى، كانت هي الأحنفاظ بـ"عامر" بعد الإنفصال عام 61..
وحتى لو كان السبب هو الوفاء الشخصي العالي جدا ل جمال عبد الناصر تجاه رفيق صباه وشبابه عبد الحكيم عامر.. فذلك غير مبرر..
وهذا الخطأ مع عامر كان خطيئة دفع عبد الناصر ومصر ثمنها غاليا..

١٠ - ورغم ذلك يبقى جمال عبدالناصر أعظم زعيم في تاريخ العرب، منذ ألف عام.

***

(تَعَلَّمْنا ونَسِينا.. وتَعَلَّمُوا وتَذَكَّروا)

1 - لقد تَعَلَّمْنا من "الإمام علي" ومن "أبي ذر الغفاري" كيف نحترم الإنسان، قبل أن نتعلم ذلك من "جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيو" بمئات السنين..

2 - وتعلمنا من "أبي العلاء المعري" كيف نحترم العقل البشري، قبل أن نتعلم ذلك من "ديكارت" بمئات السنين..

3 - وتعلمنا كيف تتصارع الأفكار مع الأفكار، من "ابن رشد" قبل أن نتعلم ذلك من "هيغل وفيورباخ و لودفيغ" بمئات السنين..

4 - وتعلمنا فلسفة الواقع وكيفية التعامل مع الواقع، من "ابن خلدون" و "ابن سينا" و "الفارابي" قبل أن نتعلم ذلك من "ماركس و أنجلز" بمئات السنين..

5 - ولكن الطامة الكبرى، هي أنّنا نسينا كل ما تعلمناه، في زمانٍ تَذَكَّرَ فيه الغربُ كل ما تعَلَّمَهُ وأسَّسَ عليه وبَنَى فوقه..

6 - بينما نحن في بلاد العرب والإسلام، نَبَشْنا من تاريخنا القديم، أسوأ ما فيه، وتجاهَلْنا أفضلَ ما فيه، وجئنا بدينٍ جديد هو "الوهّابية السعودية التلمودية" ورديفه "خُوّان المسلمين البريطانية الصهيونية".. وجعلناهما بديلاً للإسلام القرآني المحمدي التنويري الأخلاقي..

7 - ولن تقوم للعرب قائمة، طالما بقي أسْوَأ ما في تاريخنا، يسيطر على أنبل ما في تاريخنا..

8 - ولن تقوم للعرب قائمة:

* ما لم ينتفضوا على التبعية للمحور الصهيو - أطلسي..
* وما لم يتمردوا على الاستعمار الجديد..
* وما لم يرفضوا أن تبقى "إسرائيل" هي محور المنطقة وحاكمها وحَكَمَها..

9 - ونحن جميعاً، من المحيط إلى الخليج، أمام تَحَدٍ وجوديٍ مصيري:

* فإمّا أن ننتفض ونتمرّد على هذا الواقع البائس المشين.
* وإمّا أنّ العرب سيلتحقون بـ"عاد" و "ثمود" ليصبحوا نَسْياً مَنْسِياً.

10 - ونحن في سورية الأسد، نضع الآن لَبِنَةَ الأساس، ونُضَحّي بالغالي والنفيس، لكي نوفّرَ الأرضيةَ التي ستبني عليها الأجيالُ العربية اللاحقة، ما يمكّنها من البقاء على هذه الأرض، ومن الخروج مرة أخرى من بين الرماد، كطائر الفنيق.

***

("12" نصيحة للحياة الإنسانية، الجديرة بالحياة)

1- أن تنذر نفسك لقضيةٍ تؤمن بها و

2 - أن تكون حاضراً فاعلاً في تلك القضية و

3 - أن يكون لديك سُلَّمُ أولويّات و

4 - أن تميّز بين الهامّ والأقلّ أهميةً و

5 - أن تكون طافحاً بالحُبّ: حُبّ الوطن والأصدقاء و

6 - أن تتحلّى بالتفاؤل والأمل، حتى في أحلك الظروف و

7 - أن لا تحقد، ولا تنسى، وأن تتعلم من أخطائك و

8 - أن لا تخشى الموتَ، طالما هو قادمٌ قادم و

9 - أن لا تركع إلا لله عز وجل، وأن تحترم الجميع و

10 - أن لا تقف طويلاً عند الصغائر، ولا عند الأقزام والكلاب المسعورة و

11 - أن لا يهزّك الفشل، لأنه الخطوة الأولى للنجاح و

12 - أن لا تنسى ماضيك، وأن تتعلٌمَ منه دائماً.