هشام الشريف: تجرع النصر السوري
ان عالمية المعركة على سورية وتنوع اطرافها وتعددها واجنداتها المتباينة احيانا ،يجعل مسألة الانتصار في هذه المعركة يتم على مراحل فيندحر اطراف قبل تسليم اطراف اخرى بالهزيمة, ولكن ما هو اكيد ان اندحار طرف ما يسرع اندحار وتسليم بقية الاطراف. بعض هذه الاطراف يندحر ليس فقط بفعل الصمود السوري الذي يتعزز كل يوم وانما بفعل تغير اولويات هذا الطرف وانشغاله بملفات اخرى.
ان الوقت يصب دائما في مصلحة سوريا وان هذه الاطراف لم تدرك منذ البداية, ان الملف السوري سيستهلك كل هذا الوقت وهي غير جاهزه لمواكبته لفترة طويلة وان استخفافها السابق بهذه الحرب واعتقادها انها قادرة على حسمها بفترة زمنية قصيرة دفعها لرمي كل اسلحتها بالميدان مرة واحدة, فلم يتبق بايديها اسلحة اخرى للتهويل على سورية.
ان الانسحابات الخجولة لقوى واطراف مركزية في هذا الصراع والانشغالات المستجدة لقوى مركزية اخرى, عقّد الى حد كبير امكانية استمرار هذه الحرب وجعل مسألة انتصار سورية مسألة وقت ليس بطويل.
ان انتصار سورية المحتم حسم مواقف فئات وقطاعات متردده سابقة سورية وعربية ودولية لصالح الموقف السوري وامدّ سوريا بقوة دفع جديدة ستساهم في تسريع اعلان النصر السوري. انها الان هي مرحلة تجرع الهزيمة من كل القوى والاطراف التي خاضت هذه الحرب اللعينة, ولن يكون سهلا هذا التجرع لعظم الرهان السابق والامكانات التي هدرت من قبل هذه الاطراف في هذه المعركة ولتجدن ان الادوات الرخيصة التي استعملت في هذه الحرب هي اكثر الاطراف مكابرة لانها رمت برصيدها كله مقامرة في هذه الحرب وانتصار سورية بمثابة انتهاء دورها السياسي بالكامل.
ان الدبلوماسية الهادئة لسورية وحلفائها والعمل المتوازي بين الحسم العسكري والتعاطي السياسي في استانة وجنيف بنفس طويل وواثق اربك معسكر الخصم واشعل نار الخلاف داخله وجعل النصر السوري مسألة وقت ليس بطويل.
ان اطراف الحرب على سورية يجتهدون في وضع سيناريوهات التراجع وتجرع الهزيمة, وان الادوات التي استخدمت نسمع يوميا اصوات ارتطامها بالجدران.