كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

التقية في أدبيات آل البيت

أحمد نده- فينكس

عن أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام: (التقية من أفضل أعمال المؤمن... يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين)...
.
عن الامام الصادق عليه السلام: (التقية ديني ودين آبائي... ومن لا تقية له لا دين له)...
.
وعن الامام الصادق عليه السلام: (ليس منا من لم يلزم التقية ويصوننا عن سفلة الرعية)...
.
ومن مسائل داود الصرمي للامام محمد الجواد عليه السلام: (يا داود... لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا) ...
.
وهذه الروايات الشريفة لا تدل على أن التقية جاءت خوفا من أحد... بل هي محنة امتحن الأئمة أتباعهم ليروا المطيع من العاصي... فترك التقية ليس شجاعة بل الشجاعة تكمن في طاعة الامام وكظم الغيظ ومخالفة الهوى....
.
ألا ترى إلى ابليس الذي كان يسجد كالملائكة متعبدا لله... فإذا جاءت المحنة وأمرهم الله بالسجود لآدم... أبى ابليس واستكبر بحجة التوحيد وعدم السجود لغير الله ومنزها نفسه عن الشرك ولأنه خير منه... وما علم أن الشرك يكمن في معصية الله تعالى ومخالفة أمره وإشراك نفسه الذميمة مع الله في اطاعة الأوامر... وبهذا امتاز عن الملائكة وخرج من الجنة لأنه أطاع هواه ولم يطع مولاه... وتبين ان عبادته لم تكن إلا رياء وتكبرا...
.
وهذا كان حال اليهود الذين كانوا يتكبرون على الأوس والخزرج بأن نبي آخر الزمان سيخرج منهم وينصرهم على الناس... فلما جاءهم النبي عليه الصلاة والسلام والذي يعرفونه في كتبهم... جحدوا به لأنه لم يكن من أبنائهم... فاحتجبوا بعصبية الدم وظلمته عن نور الايمان والنبوة...
.
وها هم الخوارج الذين كانوا يحاربون تحت لواء الامام علي عليه السلام... خرجوا عن طاعة إمامهم بحجة طاعة القرآن... مع أن القرآن نفسه يقول: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)... فخرجوا ومرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية... كما أخبر عنهم الصادق الامين عليه الصلاة والسلام... وأسماهم الرويبضة...
.
واليوم يعيد التاريخ نفسه... فها هم الوهابية يعيدون امجاد ابليس بمحاربة من يزور النبي الاكرم ويسلم عليه... وكذلك الرويبضة الجدد يعيدون امجاد الخوارج... فذاك يحتج التوحيد وهذا يحتج بالإمامة... ولا غاية لهؤلاء إلا طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء.... لا طاعة الله ولا طاعة رسوله ولا طاعة الامام المعصوم...
.
فليست الغاية من الدين مناصب زائلة ودنيا فانية.... بل الغاية والحكمة تتجلى في طاعة الله ورسوله وأئمة الحق ومبايعتهم على السمع والطاعة... وبهذا تتهذب النفس الإنسانية وتتخلص من شوائب الأنا الفرعونية...
.
لذلك فإن من خالف التقية فقد خالف إمامه.... ومن خالف الأئمة فليس منهم وليس وليا لهم... حتى لو رفع المصاحف وصور الأولياء فوق رؤوسهم... فهي حجة عليهم كما كانت حجة على من سبقهم... قال تعالى: (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)....