عبد الفتاح قلعجي بين معاناة الحياة وغزارة الإنتاج
2024.07.27
جمانة طه
عرفته وتعرفت عليه في اللقاءات الشهرية التي تقيمها جمعية المسرح باتحاد الكتاب العرب، حينما كنت عضو مكتب تنفيذي ومسؤولة عن مديرية الجمعيات.
وفي العام 2003 شاءت الظروف الطيبة أن نكون معًا في وفد الاتحاد الأدبي والفني إلى الصين، فتوطدت المعرفة ونشأت صداقة وثقها احترام وتقدير متبادلان.
بعد عودتنا إلى الوطن وفي أول لقاء بالاتحاد أهداني كتابه الجميل عن العلامة الأسدي، قرأته ونشرت عنه دراسة في جريدة الأسبوع الأدبي.
امتلك عبد الفتاح مروحة أدبية واسعة متنوعة الأجناس، شعرًا وبحوثًا ونقدًا ومسرحيات وقصصًا للأطفال.
كانت الكتابة له كما يخيّل لي وكأنه يقف على جسر يصل بين غزارة الإبداع وغزارة الحزن باحثًا عن محبة تمنحه دفئًا يدفع عنه برودة الوحدة والعزلة الموحشة. ويظهر ذلك بجلاء من خلال تحويله شخصيات مسرحياته إلى كائنات حية تمهد له طريقا يتواصل بها مع الحياة.
تمكن عبد الفتاح من أن يحفر اسمه بحروف من نور وإبداع وتميز في سفر الكتابات المسرحية وعلى خشبات المسرح السوري والعربي، فنال الجوائز وشهادات التقدير.
وذات عام علمت بحضور الأستاذ الكبير عبد الفتاح إلى اللاذقية ليلقي محاضرة في فرع الاتحاد، فذهبت من جبلة لأراه وأستمع إليه.
رحم الله عبد الفتاح قلعجي مبدعًا كبيرًا وإنسانًا جليلًا وصديقًا محترمًا نبيلًا، ومنَّ عليه بالسكينة والسلام الآن ويوم يُبعث حيًا.