كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

10 آذار 1954 ولادة الشاعر السوري رياض الصالح الحسين

محمود عبد الواحد

 رياض الصالح الحسين (1954-1982) واحد من أهم شعراء قصيدة النثر في سورية رغم أنه توفي صغير السن (28 عاما). ينحدرُ رياض من قرية مارع بريف حلب، لكنّه ولد في "درعا" في العاشر من مارس/آذار عام 1954. وتوفى عام 1982 وعمره 28 عامًا فقط أو 28 برتقالة كما كان يحب أن تُوصف سنوات العمر.
في صغره، وتحديدًا حين كان عمره 13 عامًا، عانى رياضُ من ضعف السمع وصعوبة النطق إثر عملية جراحية ولم يُكمل تعليمه. كان والده موظفًا بسيطًا. وكان رياض مُطالبًا بالخروج في سنٍ مُبكرة لسوق العمل لمساعدته في تدبير النفقات. غادر مارِعَ القرية الصغيرة وذهب إلى حلب المدينة الكبيرة. وهناك عمِل بشركة النسيج ثم في مؤسسة الأمالي الجامعية.
كان الحبُ في حياة رياض يسير جنبًا إلى جنب مع الموت. في البداية أحب سمر أو الآنسة "س" كما كان يطلق عليها في بعض قصائده. وفي عامه الأخير تعرّف على العراقية هيفاء أحمد. أحبها وأقدم على خطبتها لكنّ الأمور لم تسر كما كان يُخطط لها. هجرته هيفاء بعدما علمت أن رياض اصطحب معه في إحدى الرحلات فنانة تشكيلية من المقربين إليه.
دخل في نوبة حزن واكتئاب وامتنع فترة عن الطعام. كانت لديه "قدرة مُذهلة على هضم الاوجاع" كما كتب في إحدى قصائده.
ساءت حالته الصحية، وعند نقله إلى المستشفى حدثت الوفاة بشكل مفاجئ. والقصة يرويها الكاتب السوري حسن م. يوسف الذي كان شاهدًا على الوفاة ويقول: "بسبب ذلك الخطأ الطبي (الذي تعرض له رياض في طفولته)، تشكلت هشاشة في كليتيه تقتضي أن يتجنب بعض الأدوية الشائعة. ولأن من نقل رياض الى مستشفى المواساة في دمشق عندما تدهورت صحته نتيجة الإجهاد، لم ينبه الأطباء لوضعه الصحي الخاص، لأنه لم يكن يعرف قصته المرضية أصلاً، فأعطوه دواء شائعاً يوصف عادة لمن يعانون من مثل حالته، ما أدى إلى وفاته نتيجة توقف كليتيه عن العمل".
رحل رياض في صمت وهدوء. رحل مُسرعًا كالطلقة. أو كما وصفه حسن يوسف "فذٌ في حياته وموته لا يشبه أحداً، لا أحد يشبهه".
نشر ابن مارع ثلاثة دواوين في حياته هي "خراب الدورة الدموية" عام 1979. و"أساطير يومية" عام 1980 و"بسيط كالماء واضح كطلقة الشمس" عام 1982. وبعد وفاته طُبع ديوانه الرابع "وعل في الغابة".