أحد اكبر علماء القرن الرابع الهجري وهو نقيب الاشراف في بلاد الشام
وهي من اوثق الدراسات الصادة حول ذالك
------------------------------------------
يقول السيد ابو سعيد "فتعلمون أنني في جميع ما أوردته تابع فيه لامبتدع ولا منافس لأحد, ولا ممار وان الذي وصلت اليه من العلم وقدرت عليه من الفهم ليس هو عشر عشير من جزء من مئة ألف جزء من أجزاء علم آل محمد".
هكذا اخي في الولاية قرر ابو سعيد ارتباطه بأل بيت النبوه وقبسه العلوم من معينهم الذي لاينضب.. هذه سطور تغني عن كثير تنبي عن شخصية اسلامية عروبية جذورها في بيت النبوة.
منذ سنوات تدور احاديث وتنشر مقالات من اشخاص مغمورين غير معروفين في الساحة الادبية أو الدينية بل هم اشخاص مجهولون يصدرون احكاما من غير دراية ولاتستند الى اية مصادر موثوقة تاريخيا وحتى انها تجافي ابسط قواعد المنطق وهذا ما يجعنا نشك انها مدفوعة الاجر
مسبقا.
كل ما ذكرناه دفعني الى كتابة هذة العجالة انصافا لقاضي الدين السيد ابو سعيد ميمون سرور بن القاسم الطبراني, هو ابو سعيد ميمون (عبد الله بن القاسم الطبراني) لقبه سرور والميمون اسمه عبد الله بن القاسم الطبراني جده عبد الله بن القاسم هو نقيب الاشراف في عصر الحسن العسكري
وكانت النقابة في الاشرفية ببيروت حيث اشرف عليها امين الدولة بن عمار حاكم ولاية طرابلس, وانتقلت من الاشرفية التي سميت باسمها الى بئر العبد. وولده القاسم وهو اسم اسلامي محض لايتسمى به اليهود مطلقا, فالسيد ابو سعيد هو من سكان طبرية والتي كان قد سكنها العلويون في القرنين الثاني والثالث الهجري وهي بجوار بلدة بانياس الشام التي يسكنها الاديب العلامة الشيخ عيسى البانياسي والذي يعتبر ثقة عصرة والذي اعتقد انه تلميذ السيد ابو سعيد وهذا ما ذكره في قصيدته في رثاء ابو سعيد رحمه الله والتي سنرفقها في هذة الدراسة مع قصيدة اخرى يمدحه فيها.
ولقب الطبراني بإضافة النون يدل على ان السيد ابو سعيد (ق) قد جاء مهاجرا الى طبرية, بينما المؤرخ الطبري المشهور فهو من سكان طبرية والدلالة هو اختفاء النون من اسمه وهي احدى عادات العرب في هذا.
ولد السيد السيد ابو سعيد في عام /358/هـ وبعد تلقيه العلوم عن السيد العالم الكبير علي العجمي الذي يتصل نسبه بهالت وهو عم الحسين بن حمدان عليه السلام سافر الى حلب, وتتلمذ على يد السيد ابو الحسين محمد بن علي الجلي (الشيخ الثقة), ثم انتقل الى بيروت والذي يؤكد هذا رسالة للسيد الجلي يسأله فيها ولده ابو سعيد في بئر العبد؛ وهي المعروفة بمسائل سنة /370هـ/, حيث يقول حضرت مع سيدي ومولاي الجلي في مدينة بيروت في يوم الاحد الواقع سنة سبعين وثلاثمئة وجرى مني ان سألته-----
ثم حط الرحال بالسيد ابو سعيد في اللاذقية حيث توفي فيها عام /427/هـ الموافق /1005/م, وهذا ما يؤكده تاريخ الاعلام للزركلي أي ان السيد ابو سعيد (ق) عاش قرابة السبعين عاما, وقبره في بسناده, وسنرفق الوثيقة الخاصة بهذا مع هذه الدراسة.
للسيد أبو سعيد عشرين كتابا ونيف. و قد ذكر جلال الدين بن معمار الصوفي عشرين كتابا وفهرسها. وقد اوردت دائرة المعارف (انه ظهر شخص يدعى أبو ذهيبة وبدع في الاسلام وألحد, وقد برز له شخص يلقب بالميمون فدحض حجته وقوم ما تؤود في المذهب).
هذه دائرة المعارف تذكر الحق ويعرض عنه المغرضون, ثم ان ابي ذهيبة هذا (سامري) والفرقة السامرية نعرفها ونعرف علاقتها باليهود واخذها من نصوص التلمود واعتقادها بالعجل, وهذا ما يدعو الى التساؤل عن حقيقة اعتقاد اصحاب الاتهامات ضد السيد ابو سعيد (ق), لان السيد ابو سعيد كان اكبر مناهض للفكر الذهيبي الذي يمتد الى اسحاق الاحمر (ابو يعقوب) الذي لاتخفى يهوديته على احد حيث ان سماع ابو ذهيبة من الحقيني وسماع الحقيني يتصل باسحاق الاحمر قاتله الله وقد روى الشيخ حسين ميهوب في تاريخة ان السيد ابو سعيد كان قد حفظ القران, وحاجج ابو ذهيبة لعنه الله وهم في دكان خياط, فضربه السيد ابو سعيد بالكرسي ضربة واحدة أكبه على أُم رأسه, وقد ذكر كتاب النسب الشريف للشيخ العلامه يوسف علي الخطيب (ق): ان السيد ابو سعيد قدسه الله تلميذ الجلي وهو الرابع والثلاثون, وقد مدح السيد ابو سعيد (ق) علماء عصرة وثقاته كجلال الدين بن معمار الصوفي والاديب العلامة السيد عيسى البانياسي والعالم الكبير الخباز الصوري وقد ذكره السلطان ابن قلاوون, إذ قال تشرفت بلقاء الشريف العلوي الكبير سرور بن القاسم الطبراني.
وذكره واستند اليه علماء عصره ومن لحق بهم وابرزهم الجديلي والمكزون والرداد بن العجوز, وامام عصره الشيخ البارز علي بن منصور المؤدب والكلازي والشيخ محمود حسين بعمرة وغيرهم, حيث سماه السيد الجلي (الشاب الثقة).
اما بالنسبة الى موسى بن ميمون بن عبد الله القرطبي (الحاخام موشيه بن ميمون) ولد في الاندلس (30/ اذار- 1135)م وتوفي (1204) أي بين ولادته ووفاة السيد ابو سعيد (135)سنة وهذا يدحض اقوال المغرضين ومحاولاتهم جعل الشخصيتين شخصية واحدة وسنورد شيئا من تاريخ موسى بن ميمون, مع ان الرجل كان عالما كبيرا ويعتبر من علماء الحضارة الاسلامية كحنين بن اسحاق وقد كان شديد النقد لليهود ويقال انهم قاموا بتصفيته على طريقتهم وقد دفن في القاهرة.
اشتهر عند العرب بالرئيس موسى ولد في قرطبة في الاندلس في القرن 12 م ثم انتقل الى مدينة فاس المغربية حيث درس بجامعة القيروين في سنة 1165 م حيث انتقل الى فلسطين, ثم استقر بمصر, حيث عاش حتى وفاته وقد عمل طبيبا لبلاط الوزير الفاضل والسلطان صلاح الدين الايوبي وكذالك ولده الملك الافضل علي وكان اوحد زمانة في الطب وله معرفة كبيرة بالفلسفة, ويوجد معبد باسمه في العباسية بالقاهرة.
اشتهر بانه اهم شخصية يهودية في القرون الوسطى له تصانيف مكتوبة بالعبرية و العربية له كتاب "دلالة الحائرين" وهو يتناول التوفيق بين الفلسفة والتوحيد وله كتاب الشرائع, وله مقالات بتدبير الصحة وكذالك كتاب الطب وهو ملخص لجالينوس اليوناني,
لقد عرف هذا العالم بين العرب (بأبي عمران) وكان من ابرز تلامذتة يوسف بن عقنين المعروف بأبي الحجاج يوسف بن اسحاق السبتي المغربي الذي اشتهر كطبيب وفلكي بارع, وكذالك سعد بن بركات, لقد عاش ابن ميمون في المحيط العربي الاسلامي وقد تلقى علومه على يد ثلاثة من علماء المسلمين, وهم ابن الافلح – وابن رشد بشكل غير مباشر –وابن الصائغ.
ان المطالع لكتاب دلالة الحائرين لايجد الا صدى لافكار فلاسفة الاسلام وعلماء الكلام وخاصة الاشاعرة, لذلك حين الف ولفنسون كتابة موسى بن ميمون كتب الدكتور مصطفى عبد الرزاق مقدمته قال فيها (ان موسى بن ميمون من فلاسفة المسلمين), وكذالك الدكتور حسين اتاي الذي قال ان الشهرستاني قد عد حنين بن اسحاق فيلسوفا اسلاميا فهذا يعني ان موسى بن ميمون كذالك.
والخلاصة ان القارئ لكتاب دلالة الحائرين يرى في مناقشات موسى للتورات انما يصدر عن عقل وثقافة اسلامية وانه ينتقد بني دينه بشكل شديد, ومن اهم مؤلفاته اختصار الكتب الستة عشر لجالينوس. اذن نلاحظ انه لايوجد في شخصية هذا العالم مايعيبها رغم محاولة المغرضين اصحاب الاهداف المكشوفة شيطنة الرجل ثم الصاق شخصيته بشخصية السيد ابو سعيد قدسه الله مع ان الفارق بينهما /135 سنة/ وهذا ما يجافي المنطق والتاريخ ويدل على تدليس كبير.
ان الظلم الكبير الذي لحق بشخصية الشاب الثقة ليس له مثيل في التاريخ الا مالحق الشاعر العربي الكبير ابي الطيب المتنبي.
لقد ذكر محمد الطويل ان السيد ابو سعيد مدفون في اللاذقية وقبره يعرف بقبر أمير الجماعة, هذا الكلام غير دقيق لانه بجوار قبر امير الجماعة كان يوجد قبر (الشيخ سعيد), وقبر امير الجماعة ذكره الشيخ (عبد الرحمن المحمودي) في ديوانه (المغناطيس في الغزل النفيس) صفحة /77/ وهو ديوان شعر مخطوط لم ينشر جمعة الناظم عام /1901/, وقد ذكر الى جانب قبر امير الجماعة قبر( الشيخ سعيد), ويبدو ان هذا القبر كان لاحد الامراء التنوخيين الذين أنشأوا امارة اللاذقية وعاش بين /249- 364/ هـ /863م- 974م/ وقال فيه شعرا:
الى الزنكيرة العظمى ذهبنا ذهبنا الهم عنا والعذابا
أمير جماعة الصلاح جئنا لمرقده ألم نشرح قرأنا
بساحة والدي فيها بدأنا با خلاص بها يغدو الثوابا
وان قبر الشيخ سعيد ذكره الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه (الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز) صفحة 187 انه زار في اللاذقية عام 1963 وشاهد فيها قبر الشيخ سعيد, وهذا القبر هو قبر الشيخ ابو سعيد الطبراني الملقب بالميمون, لانه قال في الصفحة /187/: (مررنا بجانب البحر وزرنا الشيخ سعيد المشهور هناك با لولاية والصلاح وعليه قبة صغيرة فوقفنا وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى).
وقال الزركلي عن الشيخ ابو سعيد في موسوعة الاعلام الجزء الثالث صفحة /128/: "هو سرور بن القاسم الطبراني أو سعيد الملقب بالميمون شيخ اللاذقية ورئيس الطريقة المعروفة عندهم بالجنبلانية ولد في طبرية واليها ينتسب ثم انتقل الى حلب فتفقه بفقه اصحاب الخصيبي والجنبلاني وصنف كتابا في مذهبهم ثم رحل الى اللاذقية والتف حوله من فيها واستمر الى ان توفي 426هـ 1304م ودفن فيها على شاطئ البحر في مسجد الشعراني وقبره معروف يزوره الناس للتبرك به وهو قرب مرفأ اللاذقية اليوم, ويعتبر الشيخ ابو سعيد سرور آخر شيخ منفرد بالطريقة الجنبلائية".
هذا ما ذكرة الزركلي وهو الرجل الذي لاينتمي الى هذه الطائفة, بل هو مؤرخ منصف أبا الا ان ينقل التاريخ بأمانة, بينما بعض من يّدعي انتماءه الى هذة الطائفة ينكر كل ما كتبه اعلام التاريخ, بل ويلفق ما توسوس له نفسه وهو الذي لايملك من الثقافة والمعرفة شيئا يجعل من نفسه في مصاف المؤرخيين المدققين, بل والاغرب من ذالك ينبري شوقي حداد ويفرد له صفحة في تاريخ أدباء جبال بهراء وتنوخ بعد ان انكر اسمها التاريخي (جبال العلويين) وكأن الانتساب لعلي بن ابي طالب عليه السلام
أصبح سبة! هذا من الغرائب التي لايجد القارئ لها الا تفسيرا واحد انها مدفوعة الاجر مسبقا, ثم يذكر عبد الرحمن بدوي في كتابة "مذاهب المسلمين" الجزء الثاني (صفحة431) العديد من مؤلفات ابو سعيد (كتاب الدلائل في معرفة المسائل – الرد على المرتد- الامانة على حكم الصيانة- رسالة التوحيد – الجامع في احكام المقر والقانع)....
هدم مسجد الشعراني عام /1988/ أثناء توسيع مرفأ اللاذقية وازيل قبر الشيخ ابو سعيد ثم نقلت رفاتة الى (بسناده) حيث دفن في مقام خاص اقيم له في جامع بسناده.
ثم يعرف به محمد الطويل بكتابة تاريخ العلويين عام /1924/ حيث قال اسمه سرور ولقبه الميمون, ولد في طبرية عام /358/هـ ثم سافر الى حلب وسكن عند سيده الجلي وكان من الجنبلانيين ثم غادر حلب الى اللاذقية عام /423/هـ بسبب النزاعات والحروب التي شرعت تلتهم حلب, وكان في اللاذقية السامري اسماعيل بن خلاد زعيم الاسحاقيين وكان يضطهد الجنبلانيين, ثم قدمت قبائل بني هلال وهم من الجنبلانيين ونزلوا عند ضفة العاصي قلبت المعادلة وألقي الرعب في قلب اسماعيل بن خلاد فحاول ان يحفر خندقا كبيرا امام اللاذقية ثم فر الى انطاكية ثم لحق به دياب بن غانم امير بني زغبة وادركه عند تله في ضواحي اللاذقية فقتله شر قتلة.
نلاحظ هنا من هذا التاريخ لمحمد غالب الطويل وان كان لدينا الكثير من التحفظات عليه انه ذكر: ان السيد ابو سعيد اسمه عبد الله ويلقب بـ سرور و ميمون وهذا يدحض ما قاله من يدعي انه كبير مؤرخي عصره وهو والله يهرف بما لايعرف.
ثم في الختام نذكر ما قاله ثقات عصره في مدح السيد أبو سعيد قدسه الله.
قال الخباز الصوري يمدح السيد أبوسعيد ميمون قدس الله سرة المكنون:
ان كنت عن صور عزمت رحيلا فلتتركن القلب منك عليلَ
اني وان أصبحت صورا موطني فالقلب في طبرية مشغولا
عرج الى طبرية والمم بها تلق مناك وتبلغ المأمولَ
تلق السعيد أبا سعيد شيخنا وفقيهنا وحسامنا المسلولَ
بلغ اليه اذا وصلت تحيتي والثم يديه ومقلتيه طويلَ
هذه القصيدة نظمها الاديب عيسى البانياسي وهي مديح للسيد أبو سعيد, وقد قال في قصيدة أخرى يرثي السيد أبو سعيد رحمه الله تعالى:
أخذت شيخا عالما متأدبا قد كنت أعهده بلا ميعاد
عاداك سامريّ الزمان ولم يزل لك في المواطن بالجحود يعادي
فنهضت نهضة عالم متيقن وصبرت منه عند كلّ جلاد
ودحضت باطله بعلم واضح ثبتت حقائقه مع الارشاد
افردت ربّ العالمين واسمه والباب والايتام بالافراد
والعالمين وكلّ شخص باطن لمّا أتاك بهدهد الاصماد
ما زلت منتصرا لدينك صابرا في خلقه للخلق بالمرصاد
وحدا بك الموت المميت فأقفرت منك المنازل عند حدي الحادي
يا سيدا ما بعد فقدك سيّد ايراده نعم على ايرادي
وكذالك يقول الاديب الكبير الشيخ عيسى البا نياسي يمدح ابو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني قدسهما الله امين:
فعسى السرور لنا يعود بما مضى فيما نحاوله بغير تمادي
بسعود جد أبي سعيد انه حتف العدو ومهلك الحساذ
ميمون أيمن ماجد متأدب يعلو على النظراء والانداد
ندب خصيبي الديانة بارع بالعلم منه بصحة الاسناد
لولاه في طبرية هلك الذي فيها من الاباء والاجداد
ولكان توحيد الاله بجمعه با لشرك مقرون وبالالحاد
لكنها امتنعت بصائب علمه وبرأيه عن سائر الاضداد