كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الحرفي عصام طلب.. طوّع الإعاقة وحولّها الى قاعدة للانطلاق نحو الإبداع والتميز

ريف دمشق- فينكس:

لم تمنع الإعاقة التي تعرض لها عصام عبد الغني طلب من مدينة التل بريف دمشق من متابعة حياته بشكل طبيعي وتحقيق طموحاته وأمنياته، بل ربما شكلت له دافعاً قوياً للتميز والتفوق على زملاء مهنته..
الحرفي عصام تولد ١٩٧٧ وعمل من عمر العشر سنوات مع خاله بحرفة الشرقيات، وفي عمر ال ١٨ أصبح لديه ورشة خاصة به.الحرفي عصام طلب
تعرض عصام عام ٢٠٠١ لحادث في المسبح أدى الى تكدم بالنخاع الشوكي، وكسور في الفقرة الخامسة والسادسة في الرقبة، توقف على أثرها عن العمل وبدأ رحلة العلاج لمدة سنتين.
وفي هذه الفترة اتجه للأدب والقراءة من روايات وتاريخ وغيرها، وأصبح حينها يكتب بعض المقالات والخواطر والشعر، وانتمى خلالها للجمعية السورية للموهبة والإبداع وشارك بمسابقة للقصة القصيرة وأخذ المرتبة الأولى على مستوى دمشق وريفها.
درس اللغة العربية وأتقن علومها على يد أساتذة ومعلمين للغة أثناء وجوده في المنزل، وقدم برامج تعليمية لأطفال الجالية السورية في أمريكا عن طريق الأنترنت..
وبعد فترة من العلاج والتعافي عاد للعمل بالحرفة التي يعشقها في ورشة صغيرة بإدارته مع اثنين من العمال حيث كان يقوم بتصميم القطع على برامج خاصة على الحاسب الآلي واختيار الألوان والأشكال، وبدأ بعد ذلك مرحلة من التميز بإدخال نوع جديد للحرفة، وهو إدخال العمل الغربي بنكهة شرقية بحتة حيث أنجز ونفّذ مكتب كامل للمحكمة الدستورية العليا والعديد من المكاتب الهامة.
ومازال الحرفي عصام يعمل يومياً دون توقف بتميز واتقان وبموهبة ملفتة للنظر وليرسل للجميع رسالة مفادها أن الإعاقة لم تكن يوما نهاية المطاف بل هي بداية جديدة لطريق التفوق وتحقيق الانجازات وربما المعجزات من خلال التصميم والإرادة والمثابرة.