كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

موسى شماس كما سرد مسيرته بنفسه

جورج شماس- فينكس:
عشقي لكرة القدم بدأ في القامشلي بعمرٍ باكر، وقد احتضنني جمهورها لاحقاً بكثير من المحبة والفرح والاهتمام،
إنطلقت في مسيرة كرة القدم عندما استدعيت للخدمة العسكرية الإلزامية في حلب، وكان لهذه المدينة العريقة أندية وجماهير غفيرة، وكانت مدينتي القامشلي تابعة آنذاك لحلب، وحين لعبت مع منتخب حلب العسكري في العاصمة، أُعجب بي قادة فريق الشرطة العسكرية بدمشق الذي اصبح اسمه في ما بعد فريق الجيش. وكان النادي الأقوى. وهكذا بدأت حياتي الرياضية.موسى الشماس مع فريق الحهاد
وكانت المباراة الأولى لي رفقة الفريق ضد نادي الترسانة المصري بطل الدوري، حيث المدرب اليوغسلافي “سلوبادان مونتيش” اختارني في التشكيلة الأساسية، ونجحنا بتحقيق الفوز وسجلت هدفاً، وهنا بدأت شهرتي في عالم كرة القدم.
أتذكر لما انفجرت الطائرة الآتية لنقلنا من مطار أنقرة قبل هبوطها بدقائق، عقب المباراة التي لعبتُ فيها وفريق الجمهورية العربية المتحدة وكنت اللاعب السوري الوحيد ضمن الفريق، بمواجهة منتخب تركيا، حيث تمكنت من تسجيل هدف التعادل. وكان فريقنا يضم آنذاك مجموعة من اللاعبين الابطال الشغوفين باللعبة إلى أقصى حد، مثل صالح سليم وميمي الشربيني، ونلت تقديراً استثنائياً من الصحافة المصريّة الّتي أطلقت عليي لقب “السلطان”.
شغفي وشهرتي ارتبطتا بموسى الشماس اللاعب أكثر من المدرب، فالجمهور يتفاعل اكثر مع مسجل الأهداف. أما كمدرب، فتكون المسؤولية والضغوط أكبر، وتكون صاحب القرار الوحيد والمسؤول الأول في حال تحقيق الخسارة.
أجمل هدف كان ضد منتخب المجر الذي لعب في سوريا وكان يضم نخبة من اللاعبين العالميين في مقدمتهم بوشكاش. وقد تعرضت للإصابة في هذه اللعبة في ركبتي، وهدفي أيضاً ضد ساحل العاج في دمشق من الأهداف الجميلة لي.
حصلت على عرض للاحتراف في بيشكتاش التركي في عام 1960، كما أتتني عروضاً من باريس سان جيرمان وفيورنتينا، لكن لم احصل على تصريح للسفر للخارج.
أعطيت كرة القدم كل طاقاتي وعمري، إذ تفرغت لها بالكامل. أما هي فأعطتني الشهرة ومحبة الناس بالإضافة الى الماديات.
ولكن الأهم من كل هذا مجرد ارتداء قميص المنتخب الوطني وغناء نشيد بلادك في بداية كل مباراة، تشعر بالاعتزاز والكرامة والفخر والنجاح.
كنت أفضل لاعب سوري ضمن الاستفتاء الذي جرى عام 1954،
موسى شماس ( الكابتن ) أشهر لاعب قدم بتاريخ الكرة في سورية.

عشت معه ساعات ممتعة في الباص الذي كان ينقلنا من دمشق إلى القامشلي قبل المجيء الى اليونان بأيام.