الكاتبة الفلسطينية هدى حنا أوّل من كتب عن أحداث النكبة
2022.11.13
نصر شمالي
نستعيد سيرة المناضلة المربية العربية الفلسطينية هدى حنا أم يعرب (١٩٢٦-٢٠١٢) من مواليد بلدة الرامة في فلسطين..
طيلة حياتها ظلت هدى حنا تردد: "أريد أن أموت في فلسطين"! حتى أنها جعلت هذه الأمنية عنواناً لإحدى مجموعاتها القصصية.. هي غادرت فلسطين عام ١٩٤٨ مع الذين غادروها قسراً على أمل العودة سريعاً، وحطت رحالها في بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، ثم انتقلت مع أسرتها إلى بلدة في جبل الشيخ في سورية حيث أهل والدتها السورية الأصل التي ماتت في فلسطين، أما والدها الفلسطيني فقد مات في سورية..
مارست أم يعرب مهنة التعليم في سورية، ودرست الحقوق، وفي العام ١٩٥٠ ذهبت إلى العراق وعملت معلمة في قرية العزيزية قرب بغداد.. وبعد عام في العراق عادت إلى سورية والتحقت بمنظمة الأونروا الدولية للعمل في ميدان الخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب، ثم عملت في مدينة القنيطرة حيث استقرت فيها حتى حرب ١٩٦٧، لتبدأ رحيلاً آخر..
هدى حنا هي أول أديبة فلسطينية تكتب عن أحداث النكبة واللجوء، وقد جمعت رسائلها وقصصها في كتابها: "صوت الملاجىء".. ونشرت في حياتها الكثير من المقالات، وترجمت العديد من الكتب الأجنبية، وأصدرت مجموعتها القصصية: "أريد أن أموت في فلسطين"، وروايتها الطويلة: "عائد من بعيد"، إضافة إلى "صوت الملاجىء"..
هدى حنا ظلت تردد بغضب حتى وفاتها: "فلتتمزق كل الرايات البيضاء (الاستسلامية).. وليفنى اللون الأبيض من الوجود ما دامت فلسطين سليبة"!..
هدى حنا، أم يعرب، المناضلة العربية في المقام الأول، عاشت معنا وعشنا معها نحن كأسرة طيلة النصف الثاني من حياتها، وقد كانت بمكانة الأخت الكبرى لزوجتي جهينة زعرور أم مصعب، وبمكانة أختي الكبيرة طبعاً، رحمها الله.