أردوغان في العراق لأول مرة منذ 13 عاماً لعقد شراكة استراتيجية وتصفير الأزمات!
ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفدي البلدين في المباحثات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي ببغداد، اليوم الاثنين. وبحثت جلسة المباحثات اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي سيمثل خارطة طريق لبناء تعاون ستراتيجي مستدام، والتأكيد على أهمية طريق التنمية في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي.
وشهدت المباحثات التباحث في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين.
كما جرى، خلال المباحثات، التأكيد على تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما.
كما تم التأكيد على وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية – تركية مشتركة داخل العراق، برأس مال مشترك، والعمل على تسهيل إجراءات منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة والاستثمار والعلاج والدراسة.
واتفق الجانبان في الجانب الثقافي على اتخاذ خطوات لتنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتطوير تعاون شامل في مجال التعليم العالي وتبادل الدورات والاعتراف المتبادل بالجامعات، وإنشاء المدارس، والتبادل الثقافي في جميع المجالات.
وجرى، خلال المباحثات، الاتفاق على التعاون في مجال المياه، وصياغة مشاركة ورؤية جامعة لمصالح الجانبين في مشاريع البنى التحتية للري وإدارة المياه، فضلاً عن عرض ملفات التنسيق المشترك، التي تخصّ الزراعة والكهرباء والجوانب الصحية والرياضية والشبابية.
واستبق جلسة المباحثات الموسعة لقاء ثنائي بين السيد السوداني و أردوغان، تناول مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف القطاعات والملفات ذات الاهتمام المشترك، كما تناول تطورات الأحداث في المنطقة، والتأكيد على أهمية تنسيق المواقف في سبيل وقف العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وسبل منع انتشار الصراع والتوترات في المنطقة.
ويزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغداد، حيث التقى نظيره العراقي عبد اللطيف جمال رشيد في قصر بغداد، وكذلك رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في أول زيارة رسمية له منذ 13 عاماً. واستقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، الذي يزور العراق على رأس وفد رسمي رفيع المستوى.
وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة في ظل الحاجة لبحث العديد من الملفات المشتركة التي تتطلب إيجاد حلول وخصوصاً ملفات المياه وتصدير النفط من إقليم كردستان وطريق التنمية والتعاون الاقتصادي والمصرفي وملف الأمن المشترك.
وكان مصدر عراقي قد أشار إلى أنه من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية في ملفات ثنائية وستراتيجية، فيما تؤكد الحكومة أن ملفات المياه والتعاون الاقتصادي وخاصة طريق التنمية ستكون أبرز ما سيتم النقاش حولها.
ويرى خبراء أن الزيارة ستدعم رؤية الحكومة في تنفيذ المشاريع وعقد شراكات استراتيجية من خلال التعاون مع دول الجوار وكذلك تصفير الأزمات عبر حل الملفات العالقة.
وستشهد زيارة اردوغان بحسب ما قالت المصادر أيضاً، البحث في ملفات المياه والاقتصاد والأمن ومشروع طريق التنمية وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتوقيع اتفاق إطار ستراتيجي ثنائي يهدف إلى توسعة الشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتبادل الخبرات، ومواجهة التحديات البيئية والإقليمية المشتركة.