كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

امريكا استبدادية بتاريخها.. هروشيما والعراق الاثبات

السويداء- معين حمد العماطوري- فينكس

يظن الواهمون ان امريكا وتاريخها الاجرامي في العالم يحمل بأساليبه الخبيثة رغبة السلام، انما في مطلع كل فجر تثبت بسلوكها ونهجها الاستبدادي، انها تخترق عمدا القوانين والشرعية الدولية، رغم ادعائها زورا وبهتانا انها تدافع عن حق الشعوب في العيش الكريم، ونشر الديمقراطية، والمحافظة على حقوق الانسان.
لكنها في الحقيقة تسعى لنشر ثقافتها الاستعمارية في العالم عامة وفي البلاد العربية خاصة، وضمن الشرق الاوسط الاكثر خصوصية، فهي دون شك دولة استعمارية هدفها التهجير ونهب الثروات الباطنية لأي بلد تطأه اقدامها، سواء اكان عربيا او اجنبيا، يقينا ان مصالحها الاستعمارية فوق كل الاعتبارات الاخلاقية والانسانية والدولية والمنطقية العلمية.
الدليل:
منذ دخولها العراق قبل عقدين وهي تعمل على تهجير اهل العراق من ارضهم، وتمارس الاذلال على سكان العراق فوق تراب وطنهم، اضافة للاستيلاء المنظم على مقدراته وثرواته الباطنية، وسعت بشتى الامكانيات الاعلامية لضعف القوة الاقتصادية وجعلته ساحة حرب لها، بغية حماية الكيان الصهيوني المصطنع في المنطقة من قبلها.
لقد انغمست البلاد في صراعات بين الأعراق والأديان لسنوات عديدة، وأدى التغيير العنيف للسلطة، وانتشار الاستبداد العسكري الامريكي، ونهب الثروات الاقتصادية في العراق، إلى مقتل عدد كبير من الأشخاص وأجبر الكثير للفرار من منازلهم بحثاً عن الأمن والامان، وللاسف كان اكثرهم من المسيحيين، بحيث لم يستثن العنف الامريكي احدا من الاطياف العراقية، الامر الذي دفع بالعائلات إلى ترك منازهم والنزوح الى الدول المجاورة واكثرها كان الى سورية، التي عملت على استقبالهم وقامت بتأمين الحياة الانسانية لهم، ممن اضطر مع عائلته ترك منزله في العراق والانتقال إلى سوريا بحثاً عن الأمان، بحيث لم يشعروا بالغربة او الفرق بين بلدهم الأم العراق وسورية.
وحين سؤال "صالح الكندي" عراقي الاصل الذي جاء الى سورية، مهجرا من بيته وارضه ووطنه، عن الادعاءات الامريكية بالشرعية الدولية، ومعاناة التهجير وانعكاسه.
اوضح الكندي قائلا: "لا شك ان التهجير صعب جدا ومعاناته كبيرة، ولكن لابد التوضيح ان البلد العربي الذي احتضن العراقيين بأمانة واخلاص ووفاء واثبت وحدة ثقافة الشعوب بالموقف والمبدأ والتاريخ، بين البلدين هي سورية ارضا وشعبا، بحيث لم يطرأ علينا كعراقيين فروقات بين ما كنا نعيشه في بلدنا العراق وبين الام الحاضنة سورية، ربما لا ابالغ اذا قلت يقينا ان لكل عربي موطنين موطنه الاصلي وسورية لما وجدناه من محبة ووفاء وطيب وكرامة، وانسانية".
وعن براثن الاعتداء الامريكي على الشعب العراقي اكد الكندي "لقد كان حجم معاناة الشعب العراقي من ظلم الامريكي واساليبه الاستعمارية كبيرا، فهو شعر وايقن ان الغزو الأمريكي غير القانوني، وغزوه غير الشرعي قد انتهكت الولايات المتحدة الامريكية فيه الفقرة 7 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، فهي لم تكتف بالتدخل الداخلي لا بل عملت على التفرقة وتقسيمها ونشرت الفتن الطائفية والاثنية، واضعفت البنية الديمغرافية والمجتمعية وقضت على الوحدة المتكاملة بين اهالي العراق، بغية السيطرة والسماح لنفسها استغلال المقدرات، وتوزيع ونهب خيراتها وفق رؤيتها، وهذا ما جعل اهل العراق يشعرون مدى استهداف هويتهم وكرامتهم، بعد ان سلطت عليهم مرتزقتها للعبث بثروات وبيوت وانسانية الانسان العراقي، وهذه المخالفة الشرعية جاءت من خلال انتهاكها لقوانين الامم المتحدة، بحيث سمحت لنفسها التدخل دون اذن من احد في شؤون العراق".
وحول استخدام قرار مجلس الامن ذريعة لدخولها العراق اوضح العراقي "صالح الكندي" لقد استخدمت الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 الصادر في 8 نوفمبر 2002 لغزو العراق ذريعة، علما أن هذا القرار لا يتضمن تفويضا واضحا للولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ضد العراق.
واضاف الكندي لم يكن لدى الولايات المتحدة أي أساس للقيام بعمل عسكري وقائي، الأمر الذي أدى إلى عواقب كارثية على العراق.
ونوه صالح الكندي تستخدم امريكا دائما باللحظة التي ترغب قرارات مجلس الامن لخدمة مصالحها الانتهازية وتتذرع بتلك القرارات لتنفيذ مخططاتها الاستبدادية على شعوب العالم رغبة منها اضعاف المنطقة والسيطرة على ثرواتها وتهجير شعوبها.
واكد صالح الكندي ان امريكا دولة استعمارية لا ترغب بالسلام وتتوشح بوشاح الظلم والاستبداد، وتحاول خداع العالم بالديمقراطية والسلام، ولكنها تثبت انها دولة ظلم وقهر وتعمل لاسقاط الانظمة العالمية لنهب خيراتها وثرواتها وتهجير شعوبها.
واشار الكندي ان تاريخها حافل منذ ولادتها الى اليوم بالثقافة الاستعمارية، وهي تعمل الى خلق الفتن بين الشعوب وتفتعل الحروب، لاستخدام تقنيات اسلحتها في العالم، دون التفكير بالقوانين العالمية والشرعية الدولية.
وختم العراقي صالح الكندي ما زالت الشعوب تعاني مما ارتكبته من مجازر انسانية بحق الانسان والانسانية والذاكرة العالمية في العالم لن تنسى ما فعلته في هروشيما و نكازاكي والعراق.