كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

زيد نابلسي: تذكير إلى المصاب بداء الخرف السياسي (وليد جنبلاط)

محزن جداً منظر وليد جنبلاط بعد أن فقد عقله وأصابه داء الخرف السياسي نتيجة هزيمة مشروعه، فقد غرّد بالأمس واضعاً اللوم في مجزرة السويداء التي راح ضحيتها أكثر من مئتي شهيد على "النظام" الذي اتهمه "بالإنتقام من مشايخ الكرامة"!

إذا كان زعيم المختارة مصاباً بالخبل الذي يجعله يهذي هذه السفالة، دعونا نذكره بالماضي غير البعيد...

في الربع الأخير من 2014 أيها السادة، وعندما كان وليد جنبلاط منغمساً إلى أخمص قدميه في دعم "الثورة" في سوريا وغارقاً بمالها القطري، توصل زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي (ويا لتقدميته وإشتراكيته!) إلى تفاهم مفضوح مع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، ممثلةً بجبهة النصرة وزعيمها أبو محمد الجولاني، بينما كان مقاتلو الأخير يحاصرون جبل السمّاق في إدلب ويطوقون الخناق على قراه الدرزية، ويلوّحون بسيف تطبيق الشريعة الوهابية على هذه الطائفة الكريمة...

يومها وجه جنبلاط الدعوة الصريحة للجولاني للهجوم على مدينة إدلب واحتلالها، ظناً منه بأن "أيام النظام معدودة"، وأن سقوط إدلب بيد جبهة النصرة كان سيعجل في مرور تلك الأيام، فقام أبو تيمور بالضغط على مشايخ الدروز هناك من أجل تقبل حكم تنظيم القاعدة، بعد أن كان قد مهَّد لذلك بمديحه لجبهة النصرة في 2013 ووصفه لهم بأنهم، وأقتبس حرفياً، مجرد:

"طائفة من نسيج الشعب السوري المطالِبة بالحرية والكرامة في سوريا"

ولذلك، وخلال اجتياح إدلب في آذار مارس 2015 من قبل جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة، تم إعلان الصفقة التي أبرمها جنبلاط مع وحوش تنظيم القاعدة، والتي تنص على ما يلي:

أولاً: يتوجب على الدروز في إدلب إشهار إسلامهم ونبذهم للشرك

ثانياً: يُفرض على الدروز هدم أضرحتهم وتحطيم كل ما ارتفع منها عن الأرض (وذلك حسب ما ينص عليه المذهب الوهابي)

في موافقة وليد بيك على هذين الشرطين وعلى هذه الإهانة، يتضح لنا مغزى العنوان الغريب العجيب في الصحف قبل ذلك في أكتوبر 2014 عندما وجه دعوته المفتوحة للدروز إلى "العودة للإسلام وفروضه الخمسة"، أي أنه كان يخطط لذلك الاتفاق لحوالي ستة أشهر، ولم يكن مجبراً عليه كما سيدعي المدافعون عن الزعيم الدرزي...

بعد إبرام إتفاق آذار مارس 2015 بين جنبلاط وجبهة النصرة، تم بالفعل تحطيم مراقد درزية تاريخية في ريف إدلب استكمالاً لما بدأته جبهة النصرة في تلك المنطقة منذ بداية ذلك العام، وشاهد الدروز بأعينهم أضرحة أجدادهم وهي تهدمها المعاول والجرافات الوهابية تطبيقاً لهذه الصفقة العجيبة...

إلا أن الشرط الثالث الذي طالبت به جبهة النصرة، وهو إثبات دروز إدلب لاعتناقهم الإسلام عن طريق تزويج بناتهم ونسائهم لمقاتلي تنظيم القاعدة، فقد كان ذلك هو سابع المستحيلات، إذ رفض أهل جبل السمّاق هذا المطلب القذر رفضاً قطعياً على حد السيف، مما أزعج قيادة جبهة النصرة، التي اعتبرتها دلالة على استمرار "المعتقدات الكفرية" لدى طائفة بني معروف...

ولم يمضِ على هذا الاتفاق مع تنظيم القاعدة ثلاثة أشهر في حزيران 2015 حتى نكث الوهابيون بعهدهم وذبحوا 40 مواطناً وشاباً وطفلاً درزياً في قرية "قلب لوزة" في جبل السمّاق في يوم واحد، إذ لم تنفع وساطات وليد بيك وصفقاته حينئذٍ في صون دمائهم...

ولذلك عندما يكتب المؤرخون تاريخ هذه الأيام المعاصرة التي نعيشها، ستسجل الأجيال بأن ديناصور المختارة كان هو بنفسه قد سَلَّم أبناء طائفته في إدلب لمخالب أقذر وباء تكفيري عرفته البشرية وعقد معهم الصفقات المخزية، وهم أبناء الطائفة الذين يستمد وليد بيك شرعية زعامته من ادعاء حمايتهم...

كما أثبت لنا القرد البرتقالي دونالد ترامب، لا يوجد أسوأ من رجل عجوز أرعن بيده هاتف ذكي، يغرد به حماقاته الغبية ليلاً نهاراً بلا حسيب أو رقيب، فيفضح نفسه أمام العالم بأكمله...

المجد والخلود لشهداء جبل العرب البواسل، والخزي والعار للمجرمين القتلة ولكل من ساندهم وأبرم الصفقات معهم...