كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هشام الشريف: العدوان الثلاثي في الميزان

انتهى تقريبا دور الأدوات الأمريكية والصهيونية والعربانية والعثمانية في سورية وجاء الوقت ليفصح عدونا عن وجهه الصريح والواضح تحت ذرائع أقل ما يقال فيها أنها مفضوحة وممجوجة ومهترئة لكثرة استخدامها وانفضاحها في أكثر من ساحة وموقع.

إن مفاعيل النصر السوري صعبة الهضم ومتعسرة أحيانا عند البعض، لذا تنادى هؤلاء المهزومون إلى تدخل مباشر ضد الدولة السورية وتدارسوا الخيارات ووزعوا المهام وتكفل الخليج بالتمويل والصهاينة بتحديد الاهداف والاستطلاع والغرب بالتنفيذ والبعض بالتصفيق، ولما كانت خيارات المنفذين ضيقة في ظل تعقيد الخارطة السياسية والعسكرية داخل سورية وإمكانات تزحلق الصراع الى حرب عالمية توافق المنفذون على ضربة محدودة لحفظ ماء الوجه مع إعلام الروسي بالعملية لمحاولة تحييد روسيا والتأكيد انهم ليسوا معنيين بحرب شاملة ولا بمحاولة تغيير موازين على الأرض.

وعند تدارس هذه الضربة من قبل سورية وحلفائها ودراسة التوازنات الدولية وما نريد وما لا نريد وعن آليات الرد الذي يحقق الكم الأكبر من أهدافنا بدون الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه وبدون التفريط بالسيادة الوطنية السورية.

وقد ارتأى معسكرنا أن يكون الرد المباشر سوريا بامتياز لنقول للعالم كله أن سورية بخير وخرجت من الحرب أقوى مما كانت وان تتولى روسيا وإيران وحزب الله الدور اللوجستي والمعلوماتي ودور الاحتياط الجاهز للزج بكل قوته عند الحاجة وكم سيكون رائعا حين تستطيع سورية بمفردها صد هذا العدوان وهذا ما كان.

إن صلابة الحلف لم يتزعزع وأخذ كل دوره المنوط به والمتفق عليه وجاءت النتائج أفضل من التوقعات.

إن التشكيك في دور الحلفاء اتى من السطحيين والجهلة والانفعاليين والذين يظنون أن السياسة علم حساب وليس علم جبر.

وبقدر ما أبهرت سورية جماهيرها وجماهير الأمة وقواها الحية بقدر ما كانت الخيبات في معسكر الخصم وادراكهم انهم قد أطلقوا الرصاصة الأخيرة في بندقيتهم ومن ثم تم تنصيب الفائز إلا وهو سورية وكل حلفائها.