كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هشام الشريف: عودة التائبين

ان تعامل بعض صفحاتنا الوطنية مع قضية التائبيين والعائدين الى حضن الوطن بردات افعال وعنتريات ومزاودات, لا ترقى لمستوى فهم واستيعاب المصلحة الوطنية, وضرورة خفض توتر كثير من الجبهات, للاهتمام بالجبهات المفتوحة والملتهبة تشتت جهودنا وطاقاتنا وتمنعنا من استثمار هذه العودة في تشجيع اعداء آخرين للوطن السوري في الانضمام لمسيرة التوبة المتعاظمة مع تعاظم انتصارات جيشنا العربي السوري. 

لا أدعو للثناء والنفاق لهذه الثلة التائبة, خصوصا قبل ان يتضح عمق توبتها واثباتها لحسن سلوكها, ولكن ادعو الى اعطائها الفرصة لكي تثبت صدق توبتها, والتي ان صحت فستكون رافد خير لتعافي سورية وتسارع في تكريس النصر السوري بخسائر اقل وبزمن قياسي. كما ادعو للاستثمار الايجابي لهذة التوبة والمحاججة بها لمحاصرة اعداء آخرين لبلدهم وشعبهم. لا انسى التذكير بأن سياستنا لا يجب ان نبنيها على عواطف ومشاعر وانما على دراسة معمقة لمصلحتنا الوطنية.

في السياسة لا يوجد اعداء دائمين او اصدقاء دائمين, ولكن هناك مصالح تعيد هيكلة الاصدقاء والاعداء تبعا لضرورات هذه المصالح.

وعليه لنركز جهودنا على الجبهات الملتهبة ولننتظر فلربما كانت توبة البعض حقيقية وهذا ما نأمله ونسعى له, ولنكن يقظين حذرين في التعامل مع هؤلاء التائبين حتى يثبتوا صدق توبتهم مع اعطائهم الفرصة, وليس بالتشكيك المسبق بصدق نواياهم وبرفض توبتهم التي ربما تكون صادقة ومفيدة.

اصدقائي ان التشكيك المسبق ورفض التوبة هو تشكيك بحكمة القيادة التي قبلت توبتهم واعطتهم الفرصة, وهل خَبِرنا في هذه القيادة غير الحكمة والحرص على مصلحة الوطن وعليه, فليس مقبولا عدم تقبل ما تقبله قيادتنا التي حمت الوطن السوري عبر سنين الازمة واثبتت جدارتها وحسن تقديرها.